وثالثها: السلام، وفي رواية مسلم والنسائي ذكر الأمرين فقط، أحدهما: وضع اليد على الفخذ، وثانيهما: السلام، وفي رواية المؤلف ذكر الأول كناية، ثم ذكر الثاني، ثم ذكر الثالث، ولكن الطحاوي جمع بين الأمور الثلاثة، وذكرها مصرحة.
وأيضًا يؤيده ما أخرجه الإِمام أحمد في "مسنده" من طريق يزيد عن مسعر وفيه: "ألا يسكن أحدكم ويشير بيده على فخذه، ثم يسلم على صاحبه عن يمينه وعن شماله"، أي يشير بأصبعه واضعًا يده على فخذه أو حال كونها على فخذه.
ويحتمل أن يرجع ضمير أشار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويكون تقدير العبارة هكذا: وأشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصبعه، وقال: يفعل هكذا.
ويمكن أن يوجه بأن قوله: وأشار بيده بيان لقوله: أن يقول هكذا، وكلتا الجملتين محمولتان على الإشارة بالسبابة في التشهد، ولم يذكر على هذا في الحديث وضع اليد على الفخذ، فما قال صاحب "العون" في شرح هذا الكلام: أن يقول أن يفعل هكذا، وأشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصبعه بأن يضع أحدكم يده على فخذه، فإذا من قبيل تفسير السماء بالأرض بل أبعد منه، فإن في تفسير الإشارة بالأصبع بوضع اليد على الفخذ لا مناسبة بين المفسر والمفسر أصلاً، فالصواب ما قلنا من أن المراد يقوله: أن يقول هكذا، هو وضع اليد على الفخذ، والمراد بقوله: وأشار بأصبعه، الإشارة بالسبابة في التشهد.
ثم قال صاحب "العون"(١): وأن عثمان بن أبي شيبة شيخ المؤلف تفرد بهذا اللفظ، وغيره من الحفاظ كمحمد بن سليمان الأنباري شيخ المؤلف، وأبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب والقاسم بن زكريا من شيوخ مسلم كلهم رووه من اللفظ المذكور آنفًا.