للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِيهِ خُلِقَ آدَمُ, وَفِيهِ قُبِضَ, وَفِيهِ النَّفْخَةُ, وَفِيهِ الصَّعْقَةُ, فَأَكْثِرُوا عَلَىَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ, فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَىَّ». قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ؟

===

(فيه خلق آدم) أي طينته، (وفيه) أي في جنسه (قبض) أي روحه، (وفيه النفخة) أي النفخة الثانية التي توصل الأبرار إلى النعم الباقية، قال الطيبي (١) وتبعه ابن حجر: أي النفخة الأولى، فإنها مبدأ قيام الساعة، ومقدم النشأة الثانية، ولا منع من الجمع.

(وفيه الصعقة) أي الصيحة، والمراد بها الصوت الهائل الذي يموت الإنسان من هوله، وهي النفخة الأولى، قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} (٢) فالتكرار باعتبار تغاير الوصفين، والأولى ما اخترناه من التغاير الحقيقي، وقيل: إشارة إلى صعقة موسى عليه السلام.

(فأكثروا علي من الصلاة فيه) أي في يوم الجمعة، فإن الصلاة من أفضل العبادات، وهي فيها أفضل من غيرها, ولكونه سيد الأيام، فيصرف في خدمة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام، (فإن صلاتكم معروضة علي) يعني على وجه القبول فيه، وإلَّا فهي دائمًا تعرض عليه بواسطة الملائك إلَّا عند روضته فيسمعها بحضرته.

(قال: قالوا: يا رسول الله! وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ ) جملة حالية -بفتح الراء، وسكون الميم، وفتح التاء المخففة، ويروى بكسر الراء - أي بليت، وقيل على البناء للمفعول من الأرم، وهو الأكل، أي صوت مأكولاً للأرض، وقال الخطابي (٣): أصله أرممت (٤)، فحذفوا إحدى الميمين كظلت، وهي لغة بعض العرب.


(١) انظر: "شرح الطيبي" (٣/ ٢٠٤).
(٢) سورة الزمر: الآية ٦٨.
(٣) انظر: "معالم السنن" (١/ ٢٤٢).
(٤) وهكذا فسره المجد في "القاموس" في رمه. (انظر: "القاموس المحيط" ٢/ ٣٩٤). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>