للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَنْ يُطِعِ الله وَرَسولَهُ فَقَدْ رَشَدَ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا

===

يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما).

قال الشوكاني (١): فيه جواز التشريك بين ضمير الله تعالى ورسوله، ويؤيد ذلك ما ثبت في "الصحيح" (٢) عنه - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: "أن يكون الله تعالى ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما"، وما ثبت - أيضًا- أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر مناديًا ينادي يوم خيبر "إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية".

وأما في "صحيح مسلم" و"سنن أبي داود" و"النسائي" (٣) من حديث عدي بن حاتم: أن خطيبًا خطب عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله تعالى ورسوله فقد غوى"، فمحمول على ما قال النووي من أن سبب الإنكار عليه، أن الخطبة شأنها البسط والإيضاح، واجتناب الإشارات والرموز، قال: ولهذا ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا لتفهم عنه.

قال: وإنما ثنى الضمير في مثل قوله: "أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما", لأنه ليس خطبة وعظ، وإنما هو تعليم حكم، فكلما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه، بخلاف خطبة الوعظ، فإنه ليس المراد حفظها، وإنما يراد الاتعاظ بها, ولكنه يرد عليه أنه قد وقع الجمع بين الضميرين منه - صلى الله عليه وسلم - في حديث الباب، وهو وارد في الخطبة لا في تعليم الأحكام (٤).


(١) "نيل الأوطار" (٢/ ٥٥٤).
(٢) أخرجه البخاري (١٦، ٦٩٤١)، ومسلم (٤٣).
(٣) انظر: "صحيح مسلم" (٨٧٠)، و (سنن أبي داود) (١٠٩٩)، و"سنن النسائي" (٣٢٧٩).
(٤) انظر: "شرح صحيح مسلم" (٣/ ٤٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>