للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: "كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى عَهْدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, قَالَ: فَأَتَيْتُ أَنَسًا (١) فَقُلْتُ: يَا أَبَا حَمْزَةَ, هَلْ كَانَ يُصِيبُكُمْ مِثْلُ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ, إِنْ كَانَتِ الرِّيحُ لَتَشْتَدُّ فَنُبَادِرُ الْمَسْجِدَ مَخَافَةَ الْقِيَامَةِ". [ق ٣/ ٣٤٢، ك ١/ ٣٣٤]

===

(قال: كانت ظلمة على عهد أنس بن مالك، قال) النضر: (فأتيت أنسًا فقلت: يا أبا حمزة) كنية أنس بن مالك (هل كان يصيبكم مثل هذا) أي الظلمة الشديدة (على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال) أنس: (معاذ الله) نصب على المصدر، حذف فعله وأضيف إلى المفعول، أي نتعوذ بالله تعوذًا، ولفظ معاذ يأتي مصدرًا وظرف زمان وظرف مكان.

والغرض بهذا الكلام إنكار وقوع مثل هذه الظلمة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم شرع في بيان ما يقع لهم من أدنى هذه الحوادث، وما يفعلون فيه في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إن) مخففة من المثقلة (كانت الريح لتشتد فنبادر) أي نسارع (المسجد) للصلاة والدعاء (مخافة القيامة) أي لأجل خوفها، ومذهب الحنفية في الآيات المخوفة والزلازل (٢) والصواعق وغيرها أن يصلي الناس فرادى.

قال في "الدر المختار" (٣) في آخر صلاة الكسوف: وإن لم يحضر الإِمام صلَّى الناس فرادى بمنازلهم كالخسوف للقمر والريح الشديدة والظلمة القوية نهارًا، والضوء القوي ليلًا، والفزع الغالب ونحو ذلك، انتهى.


(١) وفي نسخة: "أنس بن مالك".
(٢) واختلفوا في الصلاة في الزلزلة، وأنكرت الزلزلة في زمانه عليه السلام كما بسط في "عمدة القاري" (٥/ ٣٢٣)، وأثبتت في "شرح الإقناع" (٢/ ٢٣٣)، ولا يكره الخروج من البيت للزلزلة، بل يستحب كما في "الشامي"، والسجود عند الزلزلة يكره عند المالكية بخلاف الصلاة "دسوقي" (١/ ٣٠٨)، ويستحب عند الحنابلة "نيل المآرب" (ص ٣٨)، والشافعية "شرح المنهاج" (ص ٢٠٠)، وتقدم قريبًا كلام العيني. (ش).
(٣) انظر: "رد المحتار" (٣/ ٦٨ - ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>