للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢٠٤ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ, حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ, عَنِ الْمِسْحَاجِ بْنِ مُوسَى قَالَ: قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-, قَالَ: "كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (١) -صلى الله عليه وسلم- فِى السَّفَرِ فَقُلْنَا: زَالَتِ الشَّمْسُ, أَوْ لَمْ تَزُلْ, صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ ارْتَحَلَ". [حم ٣/ ١١٣، قط ١/ ٢٦٣، ق ١/ ٣٦٦]

===

يشترط لصحة الصلاة دخول الوقت واعتماد دخوله كما في "نور الإيضاح" وغيره، فلو شك في دخول وقت العبادة فأتى بها فبان أنه فعلها [في الوقت] لم يجزه كما في "الأشباه" في بحث النية، ويكفي في ذلك أذان الواحد لو عدلاً، وإلَّا تحرى وبنى على غالب ظنه.

وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه - قدس سره -: اختلفت الأقوال في الرجل يصلي صلاة وهو على شك من دخول وقتها، قال الإِمام: لا تصح صلاته وإن وقعت في الوقت، وقال آخرون: جازت.

١٢٠٤ - (حدثنا مسدد، نا أبو معاوية) محمد بن خازم، (عن المسحاج ابن موسى) بكسر أوله وسكون ثانيه ثم مهملة وآخره جيم، الضبي، أبو موسى الكوفي، مقبول (قال: قلت لأنس بن مالك: حَدِّثْنا ما سمعتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أو رأيت منه (قال: كنا) ضمير المتكلم اسمه، والجملة الشرطية خبره (إذا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السفر فقلنا) في أنفسنا أو فيما بيننا: (زالت الشمس، أو لم تزل) أي نشك في زوال الشمس ولا نحس زوالها، (صلَّى) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الظهر) وصلينا معه (ثم ارتحل).

ومناسبة الباب في الحديث في قوله: "زالت الشمس أو لم تزل"، ولكن هذا الاستدلال على أنهم يصلون وهم شاكون في الوقت غير تام, لأنهم لا يصلون وهم شاكون، بل كانوا يشكون في الوقت ما دام لم يأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالأذان، فإذا أمر رسول - صلى الله عليه وسلم - مؤذنه بالأذان وصلَّى، زال شكهم، وهذا ظاهر.


(١) وفي نسخة: "النبي".

<<  <  ج: ص:  >  >>