للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَامَ فَقَالَ: أَيُّكُمْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- صَلَاةَ الْخَوْفِ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا, فَصَلَّى (١) بِهَؤُلَاءِ رَكْعَةً وَبِهَؤُلَاءِ رَكْعَةً, وَلَمْ يَقْضُوا". [ن ١٥٢٩، حم ٥/ ٣٩٩، خزيمة ١٣٤٣، ق ٣/ ٢٦٢، ك ١/ ٣٣٥]

===

غزا سعيد بن العاص (٢) من الكوفة سنة ٣٠ هـ يريد خراسان، ومعه حذيفة بن اليمان وناس من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعه الحسن، والحسين، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، وخرج عبد الله بن عامر من البصرة يريد خراسان، فسبق سعيدًا، ونزل أبر شهر، وبلغ نزوله أبر شهر سعيدًا، فنزل سعيد قومن (٣)، وهي صلح صالحهم حذيفة بعد نهاوند، فأتى جرجان، فصالحوه على مأتي ألف، ثم أتى طميسة، وهي كلها من طبرستان متاخمة جرجان، وهي مدينة على ساحل البحر، وهي في تخوم جرجان، فقاتله أهلها حتى صلَّى صلاة الخوف، فقال لحذيفة: كيف صلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فأخبره ... إلخ.

(فقام) سعيد بن العاص (فقال: أيكم صلَّى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا) فصفهم صفين (٤) (فصلى) سعيد أو حذيفة بإذن سعيد (بهولاء) أي بالطائفة الأولى (ركعة، وبهؤلاء) أي الطائفة الثانية (ركعة، ولم يقضوا) أي لم يؤد القوم ركعتهم الثانية، بل اقتصروا على الركعة الواحدة.


(١) وفي نسخة: "فصلَّى بهم".
(٢) وكان يحارب المجوس، كما في "البدائع" (١/ ٥٥٥). (ش).
(٣) كذا في الأصل، وفي "تاريخ الطبري" (٢/ ٦٠٧): "قومِس".
(٤) أوَّل البيهقي الحديث فأجاد فقال: معنى قوله: جعلهم صفين أي خلفه فصلَّى بالطائفة المتقدمة ركعتين، والمؤخرة شريكة معهم، ثم جاء هؤلاء إلى مكان هؤلاء، يعني تأخروا وتقدموا، فصلَّى بهم أخرى، يعني بالطائفة الثانية، والأولى أيضًا شريكة معهم، فسلموا جميعًا ولم يقضوا، وإنه لم يبق عليهم شيء من الصلاة، انتهى، وعلى هذا فلا يخالف بما ورد في بعض طرقه من لفظ "قضوا". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>