للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَقُولُ: هُوَ (١) أَجْدَرُ أَنْ تُحْصُوا مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ, وَذَلِكَ أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا نَامَ لَمْ يَدْرِ مَتَى يَسْتَيْقِظُ, وَقَوْلُهُ: {وأَقْوَمُ قِيلًا} , هُوَ أَجْدَرُ أَنْ يُفْقَهَ فِى الْقُرْآنِ, وَقَوْلُهُ: {إِنَّ لَكَ فِى النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} يَقُولُ: فَرَاغًا طَوِيلًا. [ق ٢/ ٥٠٠]

===

(يقول) أي يريد الله عَزَّ وَجل بقوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ الَّليل} أي قيام أول الليل {هِيَ أَشَدُّ وَطئًا} (هو أجدر) أي أليق وأحرى (أن تحصوا) أي تحافظوا (ما فرض الله عليكم من قيام الليل) وهذا تفسير لقوله: {هِيَ أَشَدُّ وَطئًا}، ولكن سقط هذا اللفظ في رواية أبي داود، وذكره ابن جرير في "تفسيره" فيما ساق من رواية ابن عباس وسيأتي.

(وذلك) أي كون قيام أول الليل أجدر في محافظة قيام الليل أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ) ويمكن أن يطول النوم ولا يستيقظ إلَّا بعد الفجر فيفوت الفرض، فلأجل ذلك قيام أول الليل أجدر في محافظة الفرض، وقد أخرج ابن جرير في "تفسيره" (٢): حدثني محمد بن سعد قال: ثني أبي قال: ثني عمي قال: ثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قوله: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا}، يقول: ناشئة الليل كانت صلاتهم أول الليل هي أشد وطأ، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض الله عليكم من القيام، وذلك أن الإنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ.

(وقوله: {وَأَقوَمُ قِيلًا}) معناه (هو أجدر أَنْ يَفْقَهَ في القرآن) أي أدنى أن يفقه القرآن (وقوله: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} يقول) ابن عباس: تفسيره (فراغًا طويلًا) أي تفرغ لأشغالك وحوائجك في النهار طويلًا، فافرغ لدينك في الليل، وقد اختلف العلماء في تفسير ألفاظ الآيات، من شاء فليرجع إلى تفسير ابن جرير.


(١) في نسخة: "هذا".
(٢) "جامع البيان في تفسير القرآن" (٢٩/ ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>