للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ, أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا عز وجل (١) كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ, فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِى فَأَسْتَجِيبَ لَهُ, مَنْ يَسْأَلُنِى فَأُعْطِيَهُ, مَنْ يَسْتَغْفِرُنِى فَأَغْفِرَ لَهُ». [خ ١١٤٥، م ٧٥٨، حم ٢/ ٢٦٤، ت ٤٤٦، جه ١٣٦٦]

===

(عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ينزل (٢) ربنا عَزَّ وَجلَّ كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر) (٣) صفة لثلث (فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له).

قال القاري (٤): قال ابن حجر: أي ينزل أمره ورحمته أو ملائكته، وهذا تأويل الإِمام مالك وغيره، ويدل له الحديث الصحيح: "إن الله عَزَّ وجلَّ يمهل حتى يمضي شطر الليل، ثم يأمر مناديًا ينادي فيقول: هل من داع فيستجاب له؟ " الحديث.

والتأويل الثاني، ونسب إلى مالك أيضًا: أنه على سبيل الاستعارة، ومعناه الإقبال على الداعي بالإجابة واللطف والرحمة وقبول المعذرة، كما هو عادة الكرماء لا سيما الملوك إذا نزلوا بقرب محتاجين ملهوفين مستضعفين.

قال النووي في "شرح مسلم" (٥): في هذا الحديث وشبهه من أحاديث الصفات وآياتها مذهبان مشهوران.

فمذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين الإيمان بحقيقتها على ما يليق به


(١) زاد في نسخة: "في".
(٢) قال ابن العربي (٢/ ٢٣٤): اختلفوا فيه على ثلاثة أقوال، فمنهم من ردَّه, لأنه خبر واحد وهم المبتدعة، ومنهم من قبله بلا تأويل، ومنهم من فسره، وبه أقول ... إلخ، وبسطه أشد البسط، وراجع "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة (ص ٣٢٧). (ش).
(٣) وفي وقت النزول خمس روايات ذكرها العيني في "عمدة القاري" (٥/ ٤٨٥). (ش).
(٤) "مرقاة المفاتيح" (٣/ ٢٩٩).
(٥) (٣/ ٢٩٣ - ٢٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>