يتولاه الشيخ العلَّامة محمد يحيى بن إسماعيل الكاندهلوي (١)(م ١٣٣٤ هـ) لا يتخطاهما إلَّا نادرًا.
وكانت فكرة شرح هذا الكتاب تراود الشيخ منذ أيام الطلب وعنفوان الشباب، وكان يتمنى على الله أن يوفق لهذا العمل الجليل، وقد شرع في ذلك فعلًا، وبدا له أن يسميه:"حل المعقود الملقب بالتعليق المحمود على سنن أبي داود"، وأقبل على هذا العمل بعد أن عين مدرسًا، وقد شرع فيه ثلاث مرار، وكان الشروع فيه للمرة الثالثة سنة ١٣١١ هـ، إلَّا أنه لم يقدر له الاستمرار فيه وإكماله في ذلك الحين، فصرفته عنه الأشغال العلمية، والدروس المرهقة، والأسفار المتتابعة.
وقد كانت لله في ذلك حكمة خفية، فقد أراد الله أن يتم هذا العمل على يده، وقد بلغ درجة النبوغ والنضج العقلي وتوسعت دراسته، واتسع علمه، وظهرت كتب جديدة في شرح هذا الكتاب، فجاء الكتاب حصيلة دراسته وعصارة مطالعته.
وكان الباعث الأول على تأليف هذا الشرح هو شغفه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يعرف مداه وسره إلَّا من ذاق حلاوة الحب، وشغف بمحبوبه وبكل ما يصدر عنه ويتصل به وينسب إليه، وحرصه على الاشتغال بالحديث لفظًا ومعنًى، ومنطوقًا ومفهومًا، وشرحًا وتحقيقًا، وفحصًا وبحثًا.
ولما كان الشرح ضامنًا كافلًا بهذا الاشتغال والخوض في أعماق الحديث، آثره الشيخ والتزمه، فإن تمَّ الشرح وتحققت الأمنية، فنعم وحَبَّذا، وإلَّا فقد قضى هذه المدة في شغل عزيز لذيذ، وفي سعادة وغبطة وسرور.