للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كانَ يَقُولُ في آخِرِ وِتْرِهِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ،

===

الواقدي: أحسبه كان ابن عشر سنين حين قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتوفي في خلافة معاوية، وكان ربيب عمر بن الخطاب في حجره، مات أبوه في طاعون عمواس، وقال الحاكم: هو صحابي، وكان فيمن أمرهم عثمان بنسخ المصاحف، من كبار ثقات التابعين.

(عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في آخر وتره) أي بعد السلام منه كما في رواية, قال ميرك: وفي إحدى روايات النسائي: كان يقول إذا فرغ من صلاته وتبوَّأ مضجعه، قاله القاري (١)، وكذا قال ابن القيم في "زاد المعاد" (٢)، فما قال السندي في حاشية النسائي: يحتمل أنه كان يقول في آخر القيام، فصار هو من القنوت كما هو مقتضى كلام المصنف، ويحتمل أنه كان يقول في قعود التشهد، وهو ظاهر اللفظ، ليس بموجه، كأنه لم يطلع على رواية النسائي التي فيها: كان يقول إذا فرغ من صلاته.

(اللهُمَّ إني أعوذ برضاك) أي من جملة صفات جمالك (من سخطك) أي من بقية صفات جلالك (وبمعافاتك) أي من أفعال الإكرام والإنعام (من عقوبتك) من أفعال الغضب والانتقام (وأعوذ بك منك) أي بذاتك من آثار صفاتك، وفيه إيماء إلى قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (٣)، وقوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ} (٤)، وتلميح إلى قوله عزَّ وجلَّ: {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} (٥).


(١) "مرقاة المفاتيح" (٣/ ٣٤٧).
(٢) (١/ ٣٣٦).
(٣) سورة آل عمران: الآية ٢٨.
(٤) سورة الذاريات: الآية ٥٠.
(٥) سورة المزمل: الآية ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>