للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأُعَلِّمَنَّكَ أَعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ- أَو: في الْقُرْآنِ-"- شَكَّ خَالِدٌ - "قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ

===

أن إجابة النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة فرض، يعصي المرء بتركه، وأنه حكم يختص بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وما جنح إليه القاضيان من المالكية هو قول الشافعية على اختلاف عندهم، بعد قولهم بوجوب الإجابة هل تبطل الصلاة أم لا، انتهى.

قلت: وأما عند الحنفية فقال الطحطاوي في "حاشية مراقي الفلاح" (١): يفترض على المصلي إجابة النبي - صلى الله عليه وسلم -، واختلف في بطلانها حينئذ، كذا ذكره البدر العيني، وكذا أبو السعود (٢) في تفسير سورة الأنفال، انتهى.

واختلف في معنى قوله: {لِمَا يُحْيِيكُمْ}، فقال بعضهم: استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم للإيمان، وقال مجاهد: للحق، وقال آخرون: إذا دعاكم إلى ما في القرآن، وقال آخرون: معناه إذا دعاكم إلى الحرب وجهاد العدو، قاله ابن جرير في "تفسيره" (٣)، وقال: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معناه استجيبوا لله وللرسول بالطاعة إذا دعاكم الرسول لما يحييكم من الحق.

(لأعلمنك) وهكذا في رواية البخاري (أعظم صورة من القرآن - أو في القرآن - شك خالد)، وفي رواية أحمد: "ألا أعلمك قال ابن التين: معناه ثوابها أعظم من غيرها، واستدل به على جواز تفضيل بعض القرآن على بعض، ومنع ذلك الأشعري وجماعة.

(قبل أن أخرج من المسجد)، وفي رواية البخاري: "قبل أن تخرج من المسجد، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل. لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ ".


(١) (ص ٣٠٢).
(٢) "تفسير أبي السعود" (٤/ ١٦).
(٣) (٩/ ١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>