للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدِيثًا نَفَعَنِى اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ أَنْ يَنْفَعَنِى وَإِذَا حَدَّثَنِى أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ, فَإِذَا حَلَفَ لِى صَدَّقْتُهُ. قَالَ: وَحَدَّثَنِى أَبُو بَكْرٍ - وَصَدَقَ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: «مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ, ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» ثُمَّ قَرَأَ

===

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا نفعني الله منه بما شاء أن ينفعني) أي بالعمل به (وإذا حدثني أحد من أصحابه استحلفته) على أنه لم يقع فيه سهو ولا نسيان، وفي رواية ابن جرير بسنده عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: ما حدثني أحد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلَّا سألته أن يقسم لي بالله لهو سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، إلا أبا بكر فإنه كان لا يكذب.

(فإذا حلف لي) على يقين منه (صدقته، قال) علي: (وحدثني أبو بكر، وصدق أبو بكر) أي علمت صدقه بلا استحلاف (أنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ما من عبد يذنب ذنبًا) صغيرًا أو كبيرًا (فيحسن الطهور) أي الوضوء (ثم يقوم فيصلي ركعتين) وهذا من آداب الاستغفار، لأنه يدل على مزيد الاهتمام للاستغفار، وعلى عظيم الندامة على الذنب (ثم يستغفر الله إلَّا غفر الله له، ثم قرأ) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو أبو بكر.

وأخرج ابن جرير (١) هذا الحديث من طريق شعبة قال: سمعت عثمان مولى آل أبي عقيل الثقفي قال: سمعت علي بن ربيعة يحدث عن رجل من فزارة يقال له: أسماء أو ابن أسماء، عن علي قال: كنت إذا سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا نفعني الله بما شاء أن ينفعني، فحدثني أبو بكر- وصدق أبو بكر- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من عبد"، قال شعبة: وأحسبه قال: "مسلم يذنب ذنبًا، ثم يتوضأ، ثم يصلي ركعتين، ثم يستغفر الله لذلك الذنب"، وقال شعبة: وقرأ إحدى هاتين الآيتين: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}، {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا


(١) "جامع البيان في تفسير القرآن" (٤/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>