للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَالْقِلَّةِ وَالذِّلَّةِ, وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ». [ن ٥٤٦٠، حم ٣/ ٣٠٥، ك ١/ ٥٤٠]

١٥٤٥ - حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْفٍ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ, حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ, عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ,

===

الأول: وجود الحاجة الضرورية، وذلك عام للإنسان ما دام في دار الدنيا، بل عام للموجودات كلها، وعليه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ} (١)، والثاني: عدم المقتنيات، وهو المذكور في قوله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا} و {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} (٢)، والثالث: فقر النفس، وهو المقابل لقوله: "الغنى غنى النفس"، والرابع: الفقر إلى الله تعالى اليسار إليه بقوله: "اللهُمَّ اغنني بالافتقار إليك، ولا تفقرني بالاستغناء عنك"، أقول: فالمستعاذ منه في الحديث القسم الثاني، وإنما استعاذ منه عند عدم الصبر وقلة الرضا به، أو استعاذ من الفقر الذي هو فقر النفس لا قلة المال (٣).

(والقلة) أي قلة الخيرات (والذلة) أي هَوانِ النفس الموجبة للهوان عند الله، (وأعوذ بك من أن أظلم) أي أكون ظالمًا (أو أظلم) أي أن أكون مظلومًا.

١٥٤٥ - (حدثنا) محمد (بن عوف، نا عبد الغفار بن داود) بن مهران، أبو صالح الحراني، نزيل مصر، ثقة فقيه، وكان يكره أن يقال له الحراني. وكان فقيهًا على مذهب أبي حنيفة، وكان ثقة ثبتًا حسن الحديث.

(نا يعقوب بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار،


(١) سورة فاطر: الآية ١٥.
(٢) سورة التوبة: الآية ٦٠.
(٣) مختصرًا من الحاشية، وحكاه فيها عن الطيبي (٦/ ١٩١٦) مفصلاً، وذكر الشيخ مرزا مظهرجان جانان في "مكاتيبه": إن الفقير في الشريعة من لا مال عنده، وفي الطريقة من لا في قلبه غيره تعالى، وبهذا المعنى افتخر عليه السلام بقوله: "الفقر فخري"، انتهى مختصرًا، قلت: لكن السخاوي قال: هو باطل موضوع. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>