للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٦٤٥ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ, حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ. (ح): وحَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيبٍ أَبُو مَرْوَانَ, حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ وَهَذَا حَدِيثُهُ, عَنْ بَشِيرِ بْنِ سَلْمَانَ, عَنْ سَيَّارٍ أَبِى حَمْزَةَ, عَنْ طَارِقٍ, عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ, لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ, وَمَنْ أَنْزَلَهَا بِاللَّهِ, أَوْشَكَ اللَّهُ لَهُ بِالْغِنَى: إِمَّا بِمَوْتٍ عَاجِلٍ,

===

وهو يقول: اللهُمَّ إني أسألك الصبر، فقال: "سألت الله البلاء فاسأله العافية" (١)، وهذا يدل على أن سؤال الصبر غير مرضي. فالجواب عنه أن الصبر المحمود ما يكون بعد البلاء، وأما قبله فغير محمود.

١٦٤٥ - (حدثنا مسدد، نا عبد الله بن داود، ح: ونا عبد الملك بن حبيب أبو مروان) المصيصي، البزار، قال في "التقريب": مقبول، (نا ابن المبارك) عبد الله (وهذا حديثه) أي ابن المبارك، (عن بشير) مكبرًا (ابن سلمان) الكندي، أبو إسماعيل الكوفي، قال أحمد، وابن معين، والعجلي: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن سعد: كان شيخًا قليلَ الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، (عن سيار أبي حمزة) الكوفي، مقبول، من الخامسة، ووقع في الإسناد: سيار أبي الحكم عن طارق، والصواب: عن سيار أبي حمزة.

(عن طارق) بن شهاب، (عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أصابته فاقة) أي حاجة شديدة وفقر وضيق المعيشة (فأنزلها بالناس) أي عرضها عليهم بطريق الشكاية، وطلب إزالة الفاقة منهم، ولم ينزلها بالله (لم تُسَدَّ فاقتُه) أي لم تقض حاجته، ولم تزل فاقته، بل كلما تسد حاجة أصابته أخرى أشد منها، (ومن أنزلها باللهِ) بأن اعتمد في إزالتها على مولاه (أوشك الله) أي أسرع وعجل (له بالغنى) بكسر الغين والقصر. قال في "القاموس": الغنى: كإلى، ضد الفقر، وإذا فتح مُدَّ.

(إما بموت عاجل) (٢) قيل: بموت قريب له غني فيرثه، ويحتمل أن يكون


(١) أخرجه أحمد في "مسنده" (٥/ ٢٣٥)، من حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه -.
(٢) ولفظ الترمذي (٢٣٢٦): فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل، وهكذا في "الدر المنثور" =

<<  <  ج: ص:  >  >>