للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

"والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة"، والتفسح في المجالس، وإدخال السرور على المسلم، ونصر المظلوم، والأخذ على يد الظالم، قال: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، والدلالة على الخير، قال: "الدال على الخير كفاعله"، والأمر بالمعروف، والإصلاح بين الناس، والقول الطيب يردّ به المسكين، قال تعالى: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى} (١).

وفي الحديث: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة"، وأن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، وغرس المسلم وزرعه، قال - صلى الله عليه وسلم -: "ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلَّا كان له صدقة"، والهدية إلى الجار، قال - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحقرن إحداكن لجارتها ولو فرسن شاة"، والشفاعة للمسلم، ورحمة عزيز ذلَّ، وغني افتقر، وعالم بين جهال، "ارحموا ثلاثة: غني قوم افتقر، وعزيز قوم ذلَّ، وعالم يلعب به الجهال"، وعيادة المريض للحديث: "عائد المريض على مخارق (٢) الجنة"، والرد على من يغتاب، قال: "من حمى مؤمنًا من منافق يغتابه بعث الله إليه ملكًا يوم القيامة يحمي لحمه من النار"، ومصافحة المسلم، قال: "لا يصافح مسلم مسلمًا فتزول يده عن يده حتى يغفر لهما"، والتحابُّ في الله، والتجالس إلى الله، والتزاور في الله، والتباذل في الله، قال الله تعالى: "وجبت محبتي لأصحاب هذه الأعمال الصالحة"، وعون الرجل في دابته يحمل عليها متاعه صدقة، روي ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، انتهى.

وقال الكرماني: أقول: هذا الكلام رجم بالغيب لاحتمال أن يكون المراد غير المذكورات من سائر أعمال الخير، ثم إنه من أين علم أن هذه أدنى من المنيحة لجواز أن يكون مثلها أو أعلى منها؟ ثم فيه تحكم حيث جعل:


(١) سورة البقرة: الآية ٢٦٣.
(٢) كذا في الأصل، وفي "العمدة": مخارف.

<<  <  ج: ص:  >  >>