للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَانَ لأَبِي جَهْلٍ في رَأسِهِ بُرَةُ فِضَّةٍ. قَالَ ابْنُ مِنْهَالِ: بُرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ، زَادَ النُّفَيْلِيُّ: يَغِيظُ بِذلِكَ الْمُشْرِكِينَ". [حم ١/ ٢٦١، خزيمة ٢٨٩٧، ك ١/ ٤٦٧]

===

(كان لأبي جهل) (١) في هداياه (في رأسه) أي أنفه (بُرَة) البرة بضم الموحدة وفتح الراء المخففة، قال أبو علي: أصله بروة لأنها تجمع على برات وبرون كثبات وثبون (فضة) بالإضافة.

قال القاري (٢): قال الشارح: أي في أنفه حلقة فضة، فإن البرة حلقة من صفر ونحوه تجعل في لحم أنف البعير، وقال الأصمعي: في أحد جانبي المنخرين، لكن لما كان الأنف من الرأس قال في رأسه على الاتساع، والأظهر أنه مجاز المجاورة من حيث قربه من الرأس لا من إطلاق الكل على البعض.

(قال ابن منهال: برة من ذهب) قال القاري: ويمكن التعدد باعتبار المنخرين. (زاد النفيلي: يَغيظ بذلك المشركين) بفتح حرف المضارعة أي يوصل الغيظ إلى قلوبهم في نحر ذلك الجمل.

قلت: خاتمة: جمله أجمل منه، فإنه نحو (٣) في سبيل الله، وأكل منه رسوله وأولياؤه.


(١) أشكل على الحديث ما في "الترمذي" برقم (٨١٥) أن جمل أبي جهل كان في هدايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، والراجح ما في أبي داود كما بسط في "الكوكب" (٢/ ٨٨ - ٨٩)، و"الأوجز" (٧/ ٤٩٠ - ٤٩٢). (ش).
(٢) "مرقاة المفاتيح" (٥/ ٥٢٨).
(٣) وفي "الخميس" (١/ ٢٢) روي أن جمله نَدَّ من بين الهدايا، وذهب إلى مكة، ودخل داره، فتعاقبه جَمَّالُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأراد سفهاء قريش أن لا يردوه، فمنعهم سهيل بن عمرو، وهو مؤسس بنيان الصلح، وقال لهم: إن تريدوه فأعرضوا عليه - صلى الله عليه وسلم - مائة من الإبل، فإن قبل فأمسكوه، فقال عليه السلام: "لو لم يكن للهدي لقبلت" فنحره أيضًا، انتهى. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>