للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُحَدِّثُ عَنِ الْمُهَاجِرِ الْمَكِّىِّ قَالَ: "سُئِلَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الرَّجُلِ يَرَى الْبَيْتَ يَرْفَعُ (١) يَدَيْهِ؟ فَقَالَ (٢): مَا كُنْتُ أَرَى أَحَدًا يَفْعَلُ هَذَا إلَّا الْيَهُودَ, قَدْ (٣) حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمْ يَكُنْ يَفْعَلُهُ" (٤). [ت ٨٥٥، ن ٢٨٩٥، دي ١٩٢٠، خزيمة ٢٧٠٤، ق ٥/ ٧٣]

===

(يحدث عن المهاجر المكي) هو مهاجر بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي المخزومي، ذكره ابن حبان في "الثقات"، قلت: قال أبو حاتم في "العلل": لا أعلم أحدًا روى عن المهاجر بن عكرمة غير يحيى بن أبي كثير، والمهاجر ليس بالمشهور، وقال الخطابي: ضَعَّف الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق حديث مهاجر في رفع اليدين عند رؤية البيت؛ لأن مهاجرًا عندهم ضعيف.

(قال: سئل جابر بن عبد الله عن الرجل يرى البيت يرفع يديه؟ ) بتقدير همزة الاستفهام، أي: هل يرفع يديه أم لا؟ أو يقال: تقديره: يرى البيت فيرفع يديه، وجملة السؤال محذوف، أي: هل هو مشروع أم لا؟ (فقال) جابر: (ما كنت أرى أحدًا يفعل هذا) أي يرفع يديه عند رؤية البيت (إلَّا اليهود) فإنهم إذا رأوا بيت المقدس رفعوا أيديهم.

وقال السندي (٥) في حاشية النسائي: قوله: "يفعل هذا": أي الرفع في غير محله، أو الرفع عند رؤية البيت، وذلك لأن اليهود أعداء البيت، فإذا رأوه رفعوا أيديهم لهدمه وتحقيره، وليس المراد أن اليهود يزورونه ويرفعون الأيدي عنده بذلك، والله أعلم، انتهى.

(قد حججنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكن) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (يفعله) أي رفع اليدين عند رؤية البيت.


(١) في نسخة: "فيرفع"، وفي نسخة: "ويرفع".
(٢) في نسخة: "قال".
(٣) في نسخة: "فقد".
(٤) في نسخة: "فلم نكن نفعله".
(٥) انظر: "سنن النسائي مع حاشية السندي" (٥/ ٢١٢)، رقم (٢٨٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>