(قلت: يزعم) أي يقول (قومك: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف بين الصفا والمروة على بعيره وأن ذلك سنَّة، قال) ابن عباس: (صدقوا وكذبوا، قلت: ما صدقوا وما كذبوا؟ قال: صدقوا؛ قد طاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الصفا والمروة على بعير، وكذبوا، ليست بسنَّة) ووجه ذلك (كان الناس لا يدفعون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يصرفون عنه، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه، وليروا مكانه) أي ليروه في محله ومكانه (ولا تناله أيديهم) وهذا كما قال ابن عباس؛ فإن الركوب في السعي ليس بسنَّة، فلا يجوز إلا بعذر.
١٨٨٦ - (حدثنا مسدد، نا حماد بن زيد، عن أيوب، عن سعيد بن جبير أنه حدث، عن ابن عباس قال: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة) أي في عمرة القضاء (وقد وَهَنَتْهم) بخفة هاء، وشدده بعض، أي: أضعفتهم من وَهَن يهن (حُمَّى يثرب، فقال المشركون) من أهل مكة: (إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم الحمى) وكانت المدينة في ذاك الوقت أوبأ أرض الله (ولقوا منها) أي من الحمى (شرًا، فأطلع الله تعالى) أي أخبر (نبيه - صلى الله عليه وسلم - على ما قالوا) أي قول مشركي مكة