وَقَدْ وَضَعُوا خُدُودَهُمْ عَلَى الْبَيْتِ وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَسَطُهُمْ". [حم ٣/ ٤٣١، خزيمة ٣٠١٧]
===
هو محطومًا (وقد وضعوا خدودَهم على البيت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسطهم).
قد كتب على حاشية النسخة المكتوبة في شرح هذا الحديث: لا يخفى أن الملتزم ما بين الباب والركن، فكأن الاستدلال بهذا الحديث بالمقايسة؛ فإنه لما ثبت استلام هذا الموضع يقاس عليه استلام الملتزم "فتح الودود"، أو بأن موضع الملتزم ازدحموا عليه قبل ما كان فارغًا فاستلموا في هذا الجانب من الباب، وليس قوله: "ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسطهم"، نص على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان شريكًا في هذا الفعل أيضًا، "مولانا"، والمراد به حضرة الشيخ مولانا محمد إسحاق الدهلوي رحمه الله.
قلت: قد أخرج الإِمام أحمد هذا الحديث في "مسنده" (١) بطرق مختلفة على ألفاظ مختلفة، فأخرج من طريق أحمد بن حجاج، أخبرنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد بهذا السند على لفظ أبي داود إلا أنه زاد في آخره: "فقلت لعمر: كيف صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين دخل الكعبة؟ قال: صلَّى ركعتين".
وأخرج أخرى بهذا السند قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملتزمًا الباب، ما بين الحجر والباب، ورأيت الناس ملتزمين البيت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
وأخرج أيضًا من طريق عبيدة بن حميد قال: حدثني يزيد بن أبي زياد بهذا السند قال: "رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الحجر والباب واضعًا وجهه على البيت"، ففي الحديثين الأخيرين تصريح بأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يلتزم إلَّا الملتزم، وأما أصحابه الكثيرون منهم بكثرتهم وازدحامهم لما لم يروا موضعًا في الملتزم للالتزام التزموا ذلك الجدار في يمين البيت.