للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَأَوَّلُ دَمٍ أَضَعُهُ دِمَاؤُنَا: دَمُ".

قَالَ عُثْمَانُ: دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ. وَقَالَ سلَيْمَانُ: دَمُ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، كَانَ مُسْتَرضَعًا في بَني سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ (١) هُذَيْلٌ.

===

والمعنى: عفوت عن كل شيء فعله رجل قبل الإِسلام من أفعال الجاهلية حتى صار كالشيء الموضوع تحت القدم.

(ودماء الجاهلية موضوعة) أي متروكة، لا قصاص، ولا دية، ولا كفارة، أعادها للاهتمام بها (وأول دم أضعه) أي أتركه (دماؤنا) هكذا في نسخ أبي داود، ولفظ رواية مسلم: "وإن أول دم أضع من دمائنا" بزيادة لفظ "من" أي: دماء أهل الإِسلام (دم) هذا اللفظ مشترك في روايات الشيوخ، ثم اختلفوا.

(قال عثمان) أي ابن أبي شيبة: (دم ابن ربيعة، وقال سليمان) أي ابن عبد الرحمن: (دم ربيعة) فزاد عثمان لفظ "ابن"، ولم يزده سليمان، ولم يذكر المصنف لفظ النفيلي ولا لفظ هشام بن عمار (ابن الحارث بن عبد المطلب) وكلاهما صحيح كما سيأتي.

(كان) أي ابن ربيعة واسمه إياس (مسترضَعًا في بني سعد فقتلته) أي ابن ربيعة (هذيل) وكان طفلًا صغيرًا يحبو بين البيوت، فأصابه حجر في حرب بني سعد مع قبيلة هذيل فقتله هذيل، ورواية البخاري (٢): "دم ربيعة بن الحارث"، وقد خطأها جمع من أهل العلم بأن الصواب: دم ابن ربيعة، ويمكن بأن يقال: إضافته إلى ربيعة لأنه ولي ذلك، أو هو على حذف مضاف، أي دم قتيل ربيعة.


(١) في نسخة: "فقتله"، وفي نسخة: "قتلته".
(٢) هكذا في "المرقاة" (٥/ ٤٣٨)، وعزاه القاضي عياض (٤/ ٢٧٦)، والنووي (٤/ ٤٤٣)، والزرقاني إلى بعض روايات مسلم وأبي داود، ولم ينسبوه إلى البخاري، ولم نجده في البخاري فليتحرر. (ش) [انظر: "شرح المواهب" (١١/ ٣٩٨)].

<<  <  ج: ص:  >  >>