للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَإِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُم مَا لَنْ تَضِلُّوا (١) بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كتَابَ اللَّهِ، وَأَنْتُمْ مَسْؤولُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، ثُمَّ قَالَ بِإِصْبُعِهِ السَبَّابَةِ يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكِتُهَا (٢) إِلَى النَّاسِ: "اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ، اللَّهُمَّ اشْهَدْ".

===

(وكسوتهن بالمعروف) باعتبار حالكم فقرًا وغنى، أو بالوجه المعروف من التوسط الممدوح.

(وإني قد تركت فيكم) أي فيما بينكم (ما) موصولة، أو موصوفة (لن تضلوا بعده) تركي إياه فيكم، أو بعد التمسكِ به والعمل بما فيه (إن اعتصمتم به) في الاعتقاد والعمل (كتاب الله) بالنصب بدل، أو بيان لما في التفسير بعد الإبهام تفخيم لشأن القرآن، ويجوز الرفع بأنه خبر مبتدأ محذوف، أي هو كتاب الله.

وإنما اقتصر على الكتاب؛ لأنه مشتمل على العمل بالسنَّة لقوله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}، وقوله: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٣)، وفيه إيماء إلى أن الأصل الأصيل في التمسك هو الكتاب.

(وأنتم مسؤولون عني) يوم القيامة، أي عن تبليغي الأحكام الإلهية إليكم (فما أنتم قائلون؟ ) أي في حقي (قالوا: نشهد أنك قد بلغت) أي الرسالة، (وأديت) أي الأمانة (ونصحت) أي الأمة.

(ثم قال) أي أشار (بإصبعه السبابة يرفعها) حال من "قال"، أي: رافعًا إياها، أو من السبابة، أي: مرفوعة (إلى السماء وينكتها) بضم الكاف والمثناة الفوقانية، أي يخفضها مشيرًا بها (إلى الناس) أي يميلها إليهم؛ يريد بذلك أن يشهد الله عليهم (اللهُمَّ اشهد) أي على عبادك بأنهم قد أقرُّوا بأني قد بلغت (اللَّهُمَّ اشهد، اللَّهُمَّ اشهد) كرَّرها ثلاث مرات.


(١) في نسخة: "لم تضلوا".
(٢) في نسخة: "ينكبها".
(٣) سورة الحشر: الآية ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>