محمد:(فقرأ فيهما) أي في ركعتي الطواف (بالتوحيد) أي بسورة التوحيد وهي: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وقد صرَح بذلك الإِمام أحمد في "مسنده"؛ فإنه أخرج حديث يحيى القطان، عن جعفر، عن أبيه، قال أبو عبد الله - يعني جعفرًا -: فقرأ فيها بالتوحيد، و {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}.
(وقال) أي جعفر بن محمد: (فيه) أي في الحديث: (قال علي - رضي الله عنه - بالكوفة، قال أبي) أي محمد بن علي: (هذا الحرف) أي الذي يذكره وهو قوله: "فذهبت محرشًا" (لم يذكره جابر: فذهبت محرشًا، وذكر) أي جابر (قصة فاطمة - رضي الله عنها -) وهي التي تقدم ذكرها في الحديث الطويل.
قلت: ولكن ظاهر حديث حاتم بن إسماعيل الذي أخرجه مسلم وأبو داود مطولًا أن هذا القول من حديث جابر أيضًا، والله تعالى أعلم.
وقد فصل الإِمام أحمد وبيَّن في "مسنده" (١) في حديث يحيى القطان كلام جابر في قصة فاطمة - رضي الله عنها -، وكلام محمد بن علي الذي زاد فيه ولم يذكره جابر، فقال: "فإذا فاطمة - رضي الله عنها - قد حلَّت، ولبست ثيابًا صبيغًا، [واكتحلت]، فأنكر ذلك علي - رضي الله عنه - عليها، فقالت: أمرني به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وهذا كلام جابر في قصة فاطمة - رضي الله عنها -، ثم ذكر قال: قال علي بالكوفة - قال جعفر: قال أبي: هذا الحرف أي من قوله: قال علي بالكوفة، إلى آخره، لم يذكره جابر- فذهبت محرشًا أستفتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - في الذي ذكرته فاطمةُ، قلت: إن فاطمة لبست ثيابها صبيغًا، واكتحلت، وقالت: أمرني به أبي، قال: صدقت، صدقت، صدقت، أنا أمرتها به"، انتهى كلام محمد بن علي.