للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٩٩٠ - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ, حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ, عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ, عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: "أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الْحَجَّ, فَقَالَتِ امْرَأَةٌ

===

فَكَّرت في نفسها فذكرت لزوجها أن الناس مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كثيرون مزدحمون، وإني عجوزة مريضة، فلا أجدني أصبر على مقاساة تلك الشدائد، فذكر ذلك له - صلى الله عليه وسلم -، فبين له الفضل في عمرة رمضان.

ثم لما عاد عن الحج وعادت هناك خطوب وحوادث، عادت فأعادت المسألة، فأعاد الجواب، ولعله نسيها ما كان ذكرها من قبل، كما نسيت ما كانت سألتها من قبل، أو ظنت أني كنت في شأن غير شأني هذا الذي أنا اليوم فيه، فلعلي أُجاب بأسهل من هذا.

ثم إن فضيلة العمرة في رمضان لا تقتضي فراغ الذمة عن فريضة الحج؛ لأنها لما تأسفت على ما فاتها من الفضل سألت عما تتدارك به ذلك، فأُجِيبَتْ على حَسَب مسألتها، ولا دلالة في الحديث على فراغ الذمة عن الحجة، ولا هي متعرضة بها فيه، كيف وهي بنفسها مترددة في ذلك، حيث قالت: ما أدرى ألي خاصة؟ ، يعني: لا أدري هل المراد بذلك فراغ الذمة، فيكون لي خاصة، أو مجرد الفضل فتكون لكم عامة، والله أعلم، انتهى.

١٩٩٠ - (حدثنا مسدد، نا عبد الوارث، عن عامر) بن عبد الواحد (الأحول، عن بكر بن عبد لله، عن ابن عباس قال: أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحج) أي حجة الوداع (فقالت امرأة) وهي أم معقل.

قال الحافظ (١): ولا معدل عن تفسير المبهمة (٢) في حديث ابن عباس


(١) "فتح الباري" (٣/ ٦٠٤).
(٢) قلت: وذكر القسطلاني (٤/ ٣٤٣، ٣٤٤) في اختلاف صاحبة القصة أقوالًا وروايات؛ وجزم في تفسير المبهمة بأنها أم سنان، انتهى. والأوجه عندي أنها أم سنان، كما هو نص حديث ابن عباس عند الشيخين، وسياق قصة أم سليم يغاير قصة أم سنان. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>