للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَإِنِّى أَخَافُ أَنْ يَغْلِبَكَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ؟ وَأيْمُ اللَّهِ لَئِنْ أَعْطَيْتَنِيهِ لَا يُخْلَصُ إِلَيْهِ أَبَدًا حَتَّى يَبْلُغَ إِلَى نَفْسِي, إِنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ - رضى الله عنه - خَطَبَ بِنْتَ أَبِى جَهْلٍ

===

المتكلم (سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) المراد به ذو الفقار الذي تَنَفَّله يوم بدر، ورأى فيه الرؤيا يوم أحد، وأراد المسور بالكلام الذي دار بين المسور بن مخرمة وبين علي بن الحسين صيانة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لئلا يأخذه من لا يعرف قدره (فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه؟ ) أي على السيف، ويأخذونه من يديك (وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يُخلص إليه) أي إلى السيف (أبدًا)، أي لا يأخذه مني أحد أبدًا (حتى يبلغ إلى نفسي) أي إلَّا أن أقتل فيأخذه بعد موتي، ولم يذكر لهذا السؤال جواب، ولعله لم يوافقه هذا السؤال.

(إن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -)، قال الكرماني (١): مناسبة ذكر المسور لقصة خِطبة بنت أبي جهل عند طلبه السيف من جهة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحترز عما يوجب وقوع التكدر بين الأقرباء، أي فكذلك ينبغي أن تعطيني السيف، حتى لا يحصل بينك وبين أقربائك كدورة بسببه، أو كما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يراعي جانب بني عمه العبشميين، فأنت أيضًا راع جانب بني عمك النوفليين, لأن المسور نوفلي، كذا قال، والمسور زهري لا نوفلي، قال: أو كما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يحب رفاهية خاطر فاطمة - رضي الله عنها - فأنا أيضًا أحب رفاهية خاطرك، فأعطني السيف، حتى أحفظه لك.

قلت: وهذا الأخير هو المعتمد، وما قبله ظاهر التكلف (٢).

(خطب (٣) بنت أبي جهل) واختُلف في اسم ابنة أبي جهل، فروى الحاكم


(١) "صحيح البخاري بشرح الكرماني" (١٣/ ٨٨، ٨٩).
(٢) كذا قال الحافظ في "الفتح" (٧/ ٨٦)، وقال العيني (١٠/ ٤٤١): إنما ذكر المسور هذه القصة ليعلم زين العابدين بمحبته في فاطمة ونسلها لما سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. (ش).
(٣) ذكر في "الخميس" هذه القصة في سنة ٢ هـ. (انظر: ١/ ٤١٢). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>