للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَجَمَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم - في الْيَافُوخِ, فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم -: «يَا بَنِي بَيَاضَةَ, أَنْكِحُوا أَبَا هِنْدٍ وَانْكِحُوا إِلَيْهِ»

===

(حجم النبي (١) - صلى الله عليه وسلم - في اليافوخ) هو موضع يتحرك من وسط رأس الطفل، من وجع كان به.

(فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا بني بياضة، أنكحوا أبا هند) أي بناتكم (وانكحوا (٢) إليه) أي اخطبوا إليه بناته. وإنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك لأن الناسَ يأنفون أن يتناكحوا الموالي، وكان أبو هند من خيار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال فيه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سرَّه أن ينظرَ إلى من صوَّر الله الإيمان في قلبه فلينظرْ إلى أبي هند" (٣)، فندبهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن يتناكحوا معه باعتبار الكفاءة.

وكتب مولانا الشيخ محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه: قوله: "أنكحوا أبا هند" يعني أن الحرفة لا تعتبر بها، فيمن لم يضيع نسبه، وكان معروفًا، كما في قبائل العرب، فليس يخرج أحد منهم بتلبس حرفة عن قبيلته، ونسبه المعروف، ولا كذلك في بعض العجم الذين ضيَّعوا أنسابَهم، فإن الحرفةَ (٤) تعتدّ بها فيهم، انتهى.


(١) وقد حجمه أبو طيبة أيضًا، ومما ينبغي أن يفتش، أن الأمر بالإنكاح لأبي هند، كما ها هنا أو لأبي طيبة كما حكاه صاحب "البدائع" (٢/ ٦٢٣) أو لكليهما معًا. (ش).
(٢) قال ابن رسلان: استدل بالحديث من قال: إن الكفاءة لا تُعتبر إلَّا في الدين، ويمكن أنه - صلى الله عليه وسلم - ندبهم إلى نكاح أهل الصلاح، وإن لم يكونوا أكْفاء في النسب، انتهى.
وقال الموفق (٩/ ٣٨٩): إن هذا الحديث ضعفه أحمد وأنكره إنكارًا شديدًا. (ش).
(٣) أخرجه ابن عدي في "كامله" (٤/ ٣١٨) رقم الترجمة (١١٥٠)، وانظر: "كنز العمال" رقم (٣٣٦٠٠)، وفيه: "الكتاب" بدل "الإيمان".
(٤) ويشكل عليه ما في "العيني" (١٤/ ٣٣) مفصلًا: أنه كان من الموالي، وبمعناه أخرج السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٥٨٧): أنهم قالوا: يا رسول الله نُزَوِّجُ بناتنا موالينا؟ (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>