للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ (١): "أَرَأَيْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِقَبْرِي أَكُنْتَ تَسْجُدُ لَهُ؟ "، قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: "فَلَا تَفْعَلُوا، لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لأَزْوَاجِهِنَّ؛ لِمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنَ الْحَقِّ" (٢). [دي ١٤٦٣، ق ٧/ ٢٩١، ك ٢/ ١٨٧]

٢١٤١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّازِيُّ، نَا جَرِيرٌ، عن الأَعْمَشِ،

===

قال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أرأيت) أي: أخبرني (لو مررت بقبري أكنت تسجد له؟ ) أي للقبر أو لمن في القبر (قال: قلت: لا، قال: فلا تفعلوا) خطاب عام له ولغيره، أي في الحياة كذلك لا تسجدوا، قال الطيبي: أي اسجدوا للحي الذي لا يموت، ولمن ملكه لا يزول، فإنك إنما تسجد لي الآن مهابة وإجلالًا، فإذا صرت رهين رمس امتنعت عنه.

قلت: وعندي في معنى الحديث: أن القبر محل للجسم، كما أن الجسم محل للروح، الذي هو حامل الكمالات، فكما لا يسجد لمحل الجسم، لا يسجد لمحل الروح، الذي هو الجسم، والله تعالى أعلم.

(لو كنت آمر) بصيغة المتكلم، وفي رواية: آمرًا بصيغة الفاعل، أي لو صح لي أن آمر، أو لو فرض إني كنت آمرًا (أحدًا أن يسجد لأحد، لأمرت النساء أن يسجدن لأزواجهن) أي تعظيمًا لهم وتكريمًا (لما جعل الله لهم عليهن من الحق) وفيه إيماء إلى قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (٣). قاله القاري (٤).

٢١٤١ - (حدثنا محمد بن عمرو الرازي، نا جرير، عن الأعمش،


(١) في نسخة: "فقال".
(٢) في نسخة: "من حق".
(٣) سورة النساء: الآية ٣٤.
(٤) "مرقاة المفاتيح" (٦/ ٤٠٧ - ٤٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>