للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كُلُّهُمْ عن خَالِدٍ، عن أَبِيِ تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ لاِمْرَأَتِهِ: يَا أُخَيَّةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "أُخْتُكَ هِيَ؟ "، فَكَرِهَ ذَلِكَ وَنَهَى عَنْهُ. [ق ٧/ ٣٦٦]

===

(كلهم) أي حماد، وعبد الواحد، وخالد الطحان رووا (عن خالد) الحذاء، (عن أبي تميمة) طريف (١) بن مجالد (الهجيمي) بضم الهاء وفتح الجيم، البصري. قال في "المغني" (٢): بمضمومة وفتح جيم، نسبة (٣) إلى هجيم بن عمر، ومنه خالد بن الحارث، وأبو تميمة، وثقه ابن معين، وابن سعد، والدارقطني، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عبد البر: هو ثقة حجة عند جميعهم.

(إن رجلًا) لم أقف على تسميته (قال لامرأته: يا أخية! ) تصغير أخت، (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أختك هي؟ ) بتقدير همزة الاستفهام للإنكار (فكره ذلك ونهى عنه).

هذا الحديث مرسل، فإن أبا تميمة تابعي من الطبقة الثالثة، وإنما كره ذلك, لأن قرابة الأخوة محرمة، فكونها أختًا له مظنة التحريم، ويحتمل أن يكون النهي عنه والكراهة سدًا للباب. فإنه يحتمل أنه إذا لم ينبه على ذلك يعتدون فيه، ويمكن أن يتكلموا بلفظ يؤدي إلى الظهار، فتحرم عليه، وتجب الكفارة أو الفراق إذا نوى الظهار.

قال الحافظ (٤): قال ابن بطال: ومن ثم قال جماعة من العلماء: يصير بذلك مظاهرًا إذا قصد ذلك، فأرشده النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اجتناب اللفظ المشكل، قال: وليس بين هذا الحديث وبين قصة إبراهيم معارضة؛ لأن إبراهيم إنما أراد بها أنها أخته في الدين، فمن قال ذلك، ونوى أخوة الدين لم يضره.


(١) هو تابعي، فالحديث مرسل "ابن رسلان". (ش).
(٢) "المغني" (ص ٢٧٢).
(٣) قال ابن رسلان: نسبة إلى محلة بالبصرة، نزلها بنو الهجيم. (ش).
(٤) "فتح الباري" (٩/ ٣٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>