(قالت: فخرجت) من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (حتى إذا كنت في الحجرة أو) للشك من الراوي (في المسجد دعاني) أي ناداني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه (أو) للشك من الراوي أي أو قالت: (أمر بي فدعيت له، فقال: كيف قلت؟ فرددت عليه القصة التي ذكرت) أي ذكرتها له أولًا (من شأن زوجي) أنه قُتِل، ولم يترك لي مسكنًا ولا نفقة، وإني في دار من دور الأنصار شاسعة من دار أهلي.
(قالت: فقال) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (امكثي في بيتك) الذي جاء فيه نعي زوجك (حتى يبلغ الكتاب) أي المكتوب من العدة (أجله) بأن ينتهي، (قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرًا، قالت: فلما كان عثمان بن عفان) أي زمان خلافته (أرسل إليَّ فسألني عن ذلك فأخبرته) بالقصة وبقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك (فاتبعه وقضى به).
وقد استدل بهذا الحديث على أن المتوفى عنها تعتدُّ في المنزل الذي بلغها نعي زوجها، وهي فيه، ولا تخرج منه إلى غيره؛ وقد ذهب إلى ذلك جماعة من الصحابة، والتابعين، ومن بعدهم، وإليه ذهب مالك، وأبو حنيفة، والشافعي وأصحا بهم، والأوزاعي، وإسحاق، وأبو عبيد.
قال ابن عبد البر: وقد قال بحديث الفريعة جماعة من فقهاء الأمصار