للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في حَرِّ شَدِيدٍ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأسِهِ- أَوْ كَفَّهُ عَلَى رَأسِهِ- مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، مَا فِينَا صَائِم إِلَّا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ". [خ ١٩٤٥، م ١١٢٢، جه ١٦٦٣]

٢٤١٠ - حَدَّتنَا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، نَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسَمِ. (ح): وَنَا عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، نَا أَبُو قُتَيْبَةَ، الْمَعْنَى، قَالَا:

===

قال الحافظ (١): وبهذه الزيادة يتم المراد من الاستدلال، ويتوجه الرد بها على أبي محمد بن حزم في زعمه أن حديث أبي الدرداء هذا لا حجة فيه لاحتمال أن يكون ذلك الصوم تطوعًا، وقد كنت ظننت أن هذه السفرة غزوة الفتح، لكنني رجعت عن ذلك وعرفت أنه ليس بصواب، وأن عبد الله بن رواحة استشهد بمؤتة قبل غزوة الفتح بلا خلاف، وإن كانتا جميعًا في سنة واحدة، وقد استثناه أبو الدرداء في هذه السفرة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فصح أنها كانت سفرة أخرى، وأيضًا فإن في سياق أحاديث غزوة الفتح أن الذين استمروا من الصحابة صيامًا كانوا جماعة، وفي هذا أنه عبد الله بن رواحة وحده، ولا يصح حمله على بدر (٢) , لأن أبا الدرداء لم يكن حينئذ أسلم.

(في حر شديد، حتى إن أحدنا ليضع يده على رأسه- أو) للشك من الراوي (كفه على رأسه- من شدة الحر، ما فينا)، هكذا في نسخ أبي داود الموجودة عندي، ولفظ البخاري ومسلم: "وما فينا" بالواو (صائم إلَّا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبد الله بن رواحة).

٢٤١٠ - (حدثنا حامد بن يحيى، نا حاتم بن القاسم، ح: ونا عقبة بن مكرم، نا أبو قتيبة المعنى) أي معنى حديثهما واحد (قالا) أي هشام (٣)


(١) "فتح الباري" (٤/ ١٨٢).
(٢) وقال القاري: وفيه أنه لم يعرف أنه - صلى الله عليه وسلم - سافر أيام رمضان غير هاتين الغزوتين ... إلخ. (انظر: "مرقاة المفاتيح" ٤/ ٥١٦). (ش).
(٣) في الأصل: "عقبة"، وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>