للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَرَجَ مِنْ قَرْيَةٍ مِنْ دِمَشْقَ مَرَّةً إِلَى قَدْرِ قَرْيَةِ عُقْبَةَ مِنَ الْفُسْطَاطِ، وَذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَمْيَالٍ، في رَمَضَانَ، ثُمَّ إِنَّهُ أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ مَعَهُ نَاسٌ (١)، وَكَرِهَ آخَرُونَ أَنْ يُفْطِرُوا، فَلَمَّا وَجَعَ إِلَى قَرْيَتِهِ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ رأَيتُ الْيَوْمَ أَمْرًا مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنِّي أَرَاهُ، إِنَّ قَوْمًا رَغِبُوا عن هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -

===

قال في "معجم البلدان" (٢): المرة بالكسر ثم التشديد، أظنه عجميًا، فإني لم أعرف له في العربية مع كسر الميم معنى: وهي قرية كبيرة غَنَّاء في وسط بساتين دمشق، بينها وبين دمشق نصف فرسخ، وبها فيما يقال قبر دحية الكلبي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويقال لها: مزَّة كلب.

(خرج من قرية من) قرى (دمشق) في "القاموس": دِمَشْق كحِضَجْرٍ، وقد تكسر ميمه: قاعدة الشام، سميت ببانيها دِمْشاق بن كنعان، أو دامَشْقَيوس (مرة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط) أي: مقدار مسافة قرية عقبة من الفسطاط، وهو المصر العتيق، والحاصل أن دحية بن خليفة خرج من قرية، وهي قرية مزة الكائنة من أعمال دمشق إلى قرية، أو محل آخر، والمسافة (٣) بينهما كالمسافة بين عقبة والفسطاط.

(وذلك) أي قدر المسافة (ثلاثة أميال) فخرج من قرية إلى ثلاثة أميال (في رمضان، ثم إنه) أي دحية الكلبي (أفطر وأفطر معه ناس، وكره آخرون أن يفطروا، فلما رجع) أي دحية (إلى قريته قال: والله لقد رأيت اليوم أمرًا ما) نافية (كنت أظن أني أراه، إن قومًا رغبوا (٤) عن هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -


(١) في نسخة: "أناس".
(٢) (٥/ ١٢٢).
(٣) وفي "التقرير": والمسافة بينهما كان معلومًا للحاضرين، ثم الظاهر أنه رضي الله عنه لم يكن مقيمًا في تلك القرية، بل كان مسافرًا يصوم استحبابًا، ثم لما خرج أفطر لئلا تلحقه المشقة ... إلخ. (ش).
(٤) إذ لم يجوِّزوا الإفطار أصلًا، كذا في "التقرير". (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>