للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْمَفْرُوضَةِ صَلَاةٌ مِنَ اللَّيْلِ لَمْ يَقُلْ قُتَيْبَةُ: شهْر، قَالَ: "رَمَضَانَ". [م ١١٦٣، ت ٧٤٠، جه ١٧٤٢، دي ١٧٥٧، خزيمة ٢٠٧٦، حم ٢/ ٣٠٣]

٢٤٣٠ - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، نَا عِيسَى، نَا عُثْمَانُ- يَعْنِي

===

أن يجاب عنه: أن في صوم عاشوراء تصريحًا بالأفضلية، وفي صوم عرفة ليس فيه تصريح بالأفضلية، وأيضًا صوم عاشوراء فصومه متفق عليه، وأما صوم عرفة فمختلف فيه.

قال في "بداية المجتهد" (١): وأما اختلافهم في يوم عرفة، فلأن النبي عليه الصلاة والسلام أفطر يوم عرفة وقال فيه: "صيام عرفة يكفر السنة الماضية والآتية"، ولذلك اختلف الناس في ذلك، واختار الشافعي الفطرَ فيه للحاج وصيامَه لغير الحاج جمعًا بين الأثرين، وخرَّج أبو داود "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن صوم عرفة بعرفة".

(وإن أفضل الصلاة بعد المفروضة صلاة من الليل)، وهذه الأفضلية في الصلوات المندوبة، وأما السنن (٢) المؤكدات فلما أنها ملحقات بالفرائض كركعتي الفجر وغيرها، وكذلك الوتر، فهي أفضل من صلاة الليل.

(لم يقل قتيبة) لفظ: (شهر) بل (قال: رمضان)، غرض المصنف بهذا بيان الفرق بين لفظ مسدد وقتيبة، فإن مسددًا قال: "أفضل الصيام بعد شهر رمضان" بإدخال لفظ "شهر" على رمضان، وأما قتيبة فلم يقل لفظ "شهر بل قال: "أفضل الصيام بعد رمضان".

٢٤٣٠ - (حدثنا إبراهيم بن موسى، أنا عيسى، نا عثمان- يعني


(١) (١/ ٣٠٨).
(٢) قلت: هذا عند الجمهور، وصرح الأبي المالكي أن الأقوى عندهم أنها أرجح من الرواتب. (انظر: "إكمال إكمال المعلم" ٣/ ٢٧٨). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>