للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِى لِيَقْلِبَنِى، وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِى دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ،

===

ولفظ البخاري في حديث شعيب: "إنها جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة" (ثم قمت فانقلبت) أي إلى بيتي (فقام) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (معي ليقلبني) أي يردني إلى بيتي (وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد).

قال الحافظ (١): وفي رواية هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد وعنده أزواجه فرحن، وقال لصفية: لا تعجلي حتى أنصرف معك"، والذي يظهر أن اختصاص صفية بذلك لكون مجيئها تأخر عن رفقتها، فأمرها بتأخير التوجه ليحصل لها التساوي في مدة جلوسهن عنده، أو أن بيوت رفقتها كانت أقرب من منزلها، فخشي النبي - صلى الله عليه وسلم - عليها، أو كان مشغولًا فأمرها بالتأخر ليفرغ من شغله ويشيِّعها، وقول الراوي: "وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد"، معناه: الدار التي صارت بعد ذلك لأسامة بن زيد, لأن أسامة إذ ذاك لم يكن له دار مستقلة بحيث تسكن فيها صفية.

(فمر رجلان من الأنصار)، ولفظ البخاري في حديث شعيب عن الزهري: "حتى إذا بلغت باب المسجهد عند باب أم سلمة مر رجلان من الأنصار".

قال الحافظ (٢): لم أقف على تسميتهما في شيء من كتب الحديث، إلَّا أن ابن العطار في "شرح العمدة" زعم أنهما أسيد بن حضير، وعباد بن بشر، ولم يذكر لذلك مستندًا، ووقع في رواية سفيان: "فأبصره رجل من الأنصار" بالإفراد، قال ابن التين: إنه وهم، ثم قال: يحتمل تعدد القصة، قلت: والأصل عدمه، بل هو محمول على أن أحدهما كان تبعًا للآخر، أو خص أحدهما بخطاب المشافهة دون الآخر، ويحتمل أن يكون الزهري كان يشك فيه، فيقول تارة رجل، وتارة رجلان.


(١) "فتح الباري" (٤/ ٢٧٨).
(٢) "فتح الباري" (٤/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>