للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

يكون أجرهم أقل من أجر من (١) لم يسلم، أو سلم ولم يغنم، وقد اختار القاضي عياض (٢) هذا المعنى بعد حكايته في تفسيره أقوالًا فاسدة، منها: قول من زعم أن هذا الحديث ليس بصحيح، ولا يجوز أن ينقص ثوابهم بالغنيمة، كما لم ينقص ثواب أهل بدر، وهم أفضل المجاهدين، وهي أفضل غنيمة.

قال: وزعم بعض هؤلاء أن أبا هانئ راويه مجهول، ورجحوا الحديث السابق في أن المجاهد يرجع بما نال من أجر وغنيمة، فرجحوه على هذا الحديث لشهرته وشهرة رجاله، ولأنه في "الصحيحين" وهذا في "مسلم" خاصة.

وهذا القول باطل من أوجه، فإنه لا تعارض بينه وبين هذا الحديث المذكور، فإن الذي في الحديث السابق رجوعه بما نال من أجر وغنيمة، ولم يقل إن الغنيمة تنقص الأجر أم لا، ولا قال: أجره كأجر من لم يغنم، فهو مطلق وهذا مقيد، فوجب حمله عليه.

وأما قولهم: أبو هانئ مجهول، غلط فاحش، بل هو ثقة مشهور، روى عنه خلائق من الأئمة، ويكفي في توثيقه احتجاج مسلم به في "صحيحه".

وأما قولهم: إنه ليس في "الصحيحين"، فليس لازمًا في صحة الحديث كونه في "الصحيحين"، ولا في أحدهما.

وأما قولهم: في غنيمة (٣) بدر، فليس في غنيمة بدر نص أنهم لو لم يغنموا


(١) قال الحافظ في "الفتح" (٦/ ٩): القواعد تقتضي أن الأجر عند عدم الغنيمة يزيد ... إلخ. (ش).
(٢) انظر: "إكمال المعلم" (٦/ ٣٣٠، ٣٣١).
(٣) والمراد بقولهم أنهم أوردوا على هذا الحديث بأن مقتضاه أن يفضل أهل أحد على أهل بدر، والمسلم خلافه، والجواب أن أهل بدر لو لم يصيبوا غنيمة لزادت أجورهم أكثر من هذا، والبسط في "الأوجز" (٩/ ٢٢). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>