للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَرَأْتُ: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} الآيَةَ كُلَّهَا.

قَالَ (١) زَيْدٌ: فَأَنْزَلَهَا اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - وَحْدَهَا فَأَلْحَقْتُهَا، وَالَّذِي نَفْسِي

===

(فقرأت: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ})، واختلف القراء في قراءة قوله: "غير أولي الضرر"، فقرأ ذلك عامة قراء أهل المدينة ومكة والشام: "غيرَ أولي الضرر" نصبًا، بمعنى إلَّا أولي الضرر، وقرأ ذلك عامة قراء أهل العراق والكوفة والبصرة، "غيرُ أولى الضرر" برفع "غير" على مذهب النعت القاعدين، قاله الطبري في "تفسيره" (٢).

وقال الحافظ في "الفتح" (٣): واختلفت القراءة في {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم بالرفع على البدل من "القاعدون"، وقرأ الأعمش بالجر على الصفة للمؤمنين، وقرأ الباقون بالنصب على الاستثناء.

وقال في "غيث النفع": قرأ نافع وشامي وعلي بنصب الراء حال من "القاعدون"، والباقون بالرفع بدل منه.

وقال ابن القاصح في "شرح الشاطبية": قرأ حمزة وابن كثير وأبو عمرو وعاصم {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} برفع الراء، فتعين للباقين القراءة بنصبها، فقول الحافظ: "والباقون بالنصب" ليس بسديد، فإن حمزة أيضًا قرأ بالرفع لا بالنصب، كما صرح به ابن القاصح وغيره، وكذلك قول ابن جرير: قرأ عامة قراء أهل المدينة ومكة، غير سديد، فإن ابن كثير أشهرهم وأعظمهم، وهو قرأ برفع الراء.

(الآية كلها، قال زيد: فأنزلها الله - عزَّ وجلَّ -) أي تلك الكلمة (وحدها) أي في المرة الثانية (فألحقتها) أي تلك الكلمة بالكتابة في محلها (والذي نفسي


(١) في نسخة: "فقال".
(٢) "تفسير الطبري" (٥/ ٢٦٧).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٢٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>