قلت: وقال: مات سنة ثلاثين ومائة، وكان مؤذن المسجد الجامع بدمشق (أن ابن زغب) بضم الزاي وسكون المعجمة (الأيادي) هو عبد الله بن زغب، شامي، روى له أبو داود حديثًا واحدًا في أشراط الساعة، مختلف في صحبته، وساق له الطبراني حديث:"من كذب علي" صرح فيه بسماعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -، والإسناد لا بأس به.
(حدثه قال) أي ابن زغب: (نزل علي) أي ضيفًا (عبد الله بن حوالة) بفتح المهملة وتخفيف الواو (الأزدي) كنيته أبو حوالة، ويقال: أبو محمد، له صحبة، نزل الأردن، ويقال: سكن دمشق، قال الواقدي: هو من بني عامر بن لؤي، وقال الهيثم بن عدي: هو من الأزد، وهو الأصح.
(فقال لي: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي إلى غزو الكفار (لنغنم) أي ليحصل لنا من مال الغنيمة (على أقدامنا) أي: راجلين ليس لنا مركب (فرجعنا) أي من الغزو (فلم نغنم شيئًا، وعرف) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الجهد) أي أثر المشقة والتعب (في وجوهنا، فقام فينا) خطيبًا وداعيًا.
(فقال: اللَّهُمَّ لا تكلهم) أي لا تفوضهم (إلى فأضعف عنهم) أي عن معونتهم، فإن الإنسان خلق ضعيفًا (ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها) أي عن إعانتهم (ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا) أي يختاروا ويرجحوا أنفسهم (عليهم).
(ثم وضع يده) الشريفة (على رأسي أو) للشك من الراوي (على هامتي،