للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن مُرَّةَ الْهَمَدَانِيِّ، عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "عَجِبَ رَبُّنَا - عَزَّ وَجَلَّ - عَنْ (١) رَجُلٍ غَزَا فِي سَبيلِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَانْهَزَمَ" يَعْنِي أَصْحَابُهُ "فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ (٢) دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدَي، حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ". [حم ١/ ٤١٦، ق ٩/ ٤٦]

===

عن مرة الهمداني) هو مرة بن شراحيل السكسكي، أبو إسماعيل الكوفي، المعروف بمرة الطيب، ومرة الخير، لقب بذلك لعبادته، عن ابن معين: ثقة، وقال العجلي: تابعي ثقة.

(عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عجب) بكسر الجيم أي رضي (ربنا - عزَّ وجلَّ - عن رجل غزا في سبيل الله - عزَّ وجلَّ - فانهزم، يعني أصحابه، فعلم ما عليه) من حق الله تعالى (فرجع) أي إلى قتال الكفار وحده فقاتل (حتى أهريق دمه، فيقول الله - عزَّ وجلَّ -) مباهيًا (لملائكته: انظروا إلى عبدي رجع) إلى قتال الكفار (رغبة فيما عندي) أي من الثواب (وشفقة) أي خوفًا (مما عندي) أي من العقاب (حتى أهريق دمه) أي: قتل.

قال في "رد المحتار" (٣): ذكر في "شرح السير": أنه لا بأس أن يحمل الرجل وحده، وإن ظن أنه يقتل إذا كان يصنع شيئًا بقتل أو بجرح أو بهزم، فقد فعل ذلك جماعة من الصحابة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد، ومدحهم على ذلك، فأما إذا علم أنه لا ينكي فيهم، فإنه لا يحل له أن يحمل عليهم، لأنه لا يحصل بحملته شيء من إعزاز الدين، بخلاف نهي فسقة المسلمين عن منكر إذا علم أنهم لا يمتنعون، بل يقتلونه، فإنه لا بأس بالإقدام وإن رُخص له السكوت.


(١) في نسخة: "من".
(٢) في نسخة: "هريق".
(٣) (٦/ ٢٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>