للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

ولكن حكى الزيلعي في "نصب الراية" (١) عن النسائي بأنه قال: حديث جرير وهمام منكر، والصواب: قتادة عن سعيد مرسلًا، وما رواه عن همام غير عمرو بن عاصم، ولعل هذه العبارة مذكورة في "الكبرى" (٢)، وتركها في "المجتبى"، ولعله لم يذكرها فيها، لأنه لم يرض بها وتغير اجتهاده.

ثم نقل عن عبد الحق قال: وقال عبد الحق في "أحكامه": الذي أسنده ثقة، وهو جرير بن حازم، فرجح المسند، ثم حكى كلام الدارقطني، قال: وقال الدارقطني في "علله": هذا حديث قد اختلف فيه على قتادة، فرواه جرير بن حازم عن قتادة، عن أنس قال: "كان حلية سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضة"، وكذلك رواه عمرو بن عاصم، عن همام، عن قتادة، عن أنس، ورواه هشام الدستوائي، ونصر بن طريف، عن قتادة، عن سعيد بن الحسن أخي الحسن مرسلًا.

وأخرج الدارمي في "سننه" (٣): أخبرنا أبو النعمان، ثنا جرير بن حازم، عن قتادة، عن أنس قال: "كان قبيعة سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من فضة"، قال عبد الله: هشام الدستوائي خالفه، قال قتادة: عن سعيد بن أبي الحسن عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وزعم الناس أنه هو المحفوظ، انتهى. فظاهره ترجيح المرسل، ولكن ظاهر قوله: "زعم الناس" يقتضي أنه لا يبلغ مرتبة الاعتبار، فإنه قول الناس لا قول أهل الاعتبار.

فاختلف المحدثون في ترجيح إحدى الروايتين على الأخرى، فمن نظر إلى ثقاهة جرير بن حازم ومتابعة همام له على ذلك مال إلى ترجيح المسند من


(١) "نصب الراية" (٤/ ٢٣١).
(٢) قلت: لم أعثر عليها في "السنن الكبرى" (٨/ ٤٦٧) رقم (٩٧٢٧)، ولكن ذكرها المزي في "تحفة الأشراف" (١/ ٥٢٥) رقم (١١٤٦).
(٣) "سنن الدارمي" (٢/ ١٨١) رقم (٢٤٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>