للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَلَّمَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلِى سَفَرٍ كَبَّرَ ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ: " {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} (١).

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، اللَّهُمَّ اطْوِ لَنَا الْبُعْدَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ وَالْمَالِ". وإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِ: "آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ". وكَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَجُيُوشُهُ إِذَا عَلَوْا الثَّنَايَا كَبَّرُوا، وإِذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا، فَوُضِعَتِ الصَّلَاةُ عَلَى ذَلِكَ. [م ١٣٤٢، ت ٣٤٤٧، سي ٥٤٨، حم ٢/ ١٤٤، خزيمة ٢٥٤٢، ق ٥/ ٢٥١، ك ٢/ ٢٥٤]

===

علمه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استوى) أي ركب واستقر راكبًا (على بعيره خارجًا إلى سفر كبَّر ثلاثًا، ثم قال: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ})، أي: ذلل ({لَنَا هَذَا})، أي: البعير، ({وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}) أي: مطيقين لولا تسخير الله تعالى إياهم لنا ({وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}، اللَّهُمَّ إنِّي أسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللَّهُمَّ هون) أي: سهل (علينا سفرنا هذا، اللَّهُمَّ اطو) أي: قصِّر (لنا البعد، اللَّهُمَّ أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال).

(وإذا رجع) عطف على قوله: "إذا استوى"، أي عن السفر (قالهن) أي الكلمات المذكورة (وزاد فيهن: آيبون) أي: راجعون من السفر (تائبون) مما صدر عنا من المناهي (عابدون) أي لله تعالى (لربنا) متعلق لقوله فيما بعد (حامدون، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - وجيوشه إذا علوا الثنايا) أي: صعدوها كبَّروا، وإذا هبطوا) أي: من الثنايا (سبَّحوا، فوضعت الصلاة على ذلك)، فوضع التكبير في حالة القيام عند التحريمة، ووضع التسبيح في حالة الركوع والسجود.


(١) سورة الزخرف: الآية ١٣ - ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>