للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَخْبَرَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَافِعٍ، وَكَانَ كَاتِبًا لِعَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَا وَالزُّبَيْرَ وَالْمِقْدَادَ، فَقَالَ: "انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ فَإِنَّ بِهَا

===

والمراد بالإرجاء الذي تكلم الحسن بن محمد (١) فيه غير الإرجاء الذي يعيبه أهل السنَّة المتعلق بالإيمان، وهو أنه قال: نوالي أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما- لأنهما لم تقتتل عليهما الأمة ولم تشك في أمرهما، ونرجئ من بعدهما ممن دخل في الفتنة، فنكل أمرهم إلى الله تعالى، فكان يرى عدم القطع على إحدى الطائفتين المقتتلتين في الفتنة بكونها مخطئة أو مصيبة، وكان يرى أنه يرجئ الأمر فيهما.

(أخبره) أي الحسن بن محمد (عبيد الله بن أبي رافع، وكان كاتبًا لعلي بن أبي طالب قال: سمعت عليًّا يقول: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا) هكذا في جميع الروايات، والظاهر والمطابق للقواعد النحوية: إياي، فكأنه استعار الضمير المرفوع للمنصوب (والزبير) بن العوام (والمقداد)، فإن قلت: قد وقع في "البخاري" (٢) في "كتاب المغازي في باب فضل من شهد بدرًا: قال: "بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا مرثد والزبير" وأجاب عنه في "الفتح" (٣)، قال: يحتمل أن يكون الثلاثة [كانوا معه]، فذكر أحد الراويين عنه ما لم يذكره الآخر، ولم يذكر ابن إسحاق مع علي والزبير أحدًا، وساق الخبر بالتثنية، قال: "فخرجا حتى أدركاها فاستنزلاها ... " إلخ، فالذي يظهر أنه كان مع كل منهما آخر تبعًا له.

(فقال) أي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ) - بخائين معجمتين - موضع بين الحرمين بقرب حمراء الأسد من المدينة، وقيل: موضع باثني عشر ميلًا من المدينة، وقيل: بمهملة وجيم، وهو تصحيف (فإن بها


(١) تحرَّف في الأصل بـ: "محمد بن الحسن"، والصواب ما أثبته من "تهذيب التهذيب" (٢/ ٣٢١).
(٢) انظر: "صحيح البخاري" (٣٩٨٣).
(٣) "فتح الباري" (٧/ ٥٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>