للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عن فُرَاتِ بْنِ حَيَّانَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْلِهِ، وَكَانَ عَيْنًا لأَبِي سُفْيَانَ، وَكَانَ حَلِيفًا لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فَمَرَّ بِحَلْقَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: إِنِّي مُسْلِمٌ،

===

عن حارثة بن مضرب) بتشديد الراء المكسورة قبلها معجمة، العبدي الكوفي ثقة، وغلط من نقل عن ابن المديني أنه تركه، (عن فرات بن حيان) بن عطية بن عبد العزى، العجلي، حليف بني سهم، كان عينًا لأبي سفيان، ثم أسلم، وحسن إسلامه، وكان من أهدى الناس بالطرق، سكن الكوفة، وابتنى بها دارًا، وهو صحابي قليل الحديث.

(أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتله، وكان عينًا) (١) أي: جاسوسًا (لأبي سفيان) فِي حروبه، قال الشوكاني في "النيل" (٢): وسمي الجاسوس عينًا، لأن عمله بعينه، أو لشدة اهتمامه بالرؤية واستغراقه فيها، كأن جميع بدنه صار عينًا (وكان حليفًا لرجل من الأنصار) (٣)، وقال الحافظ في "الإصابة" (٤): وكان حليفًا لبني سهم، وهو حي من قريش، فكيف يكون حليفًا لرجل من الأنصار؟ قلت: لعله بعدما كان حليفًا لبني سهم حالف رجلًا من الأنصار، ولم أقف على تسميته.

قال ابن الأثير في "أسد الغابة" (٥): بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية مع زيد بن حارثة ليعترضوا عيرًا لقريش، وكان دليل قريش فرات بن حيان، فأصابوا العير، وأسروا فرات بن حيان، فأتوا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم يقتله، فمر بحليف له من الأنصار، فقال: إني مسلم، إلى آخر القصة.

(فمر بحلقة من الأنصار فقال: إني مسلم)، هكذا في جميع النسخ


(١) كان ذلك في غزوة الخندق، كما في "الفتح الرباني" (١٤/ ١١٢).
(٢) "نيل الأوطار" (٥/ ٧٥).
(٣) ولعله بهذه المناسبة أورده المصنف في هذا الباب. (ش).
(٤) "الإصابة" (٣/ ١٩٥).
(٥) "أسد الغابة" (٤/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>