للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِى سَرِيَّةٍ, وَكُنْتُ فِيهِمْ, وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشُنُّوا الْغَارَةَ عَلَى بَنِى الْمُلَوِّحِ بِالْكَدِيدِ, فَخَرَجْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ لَقِينَا الْحَارِثَ بْنَ الْبَرْصَاءِ اللَّيْثِىُّ فَأَخَذْنَاهُ, فَقَالَ: إِنَّمَا جِئْتُ أُرِيدُ الإِسْلَامَ, وَإِنَّمَا خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقُلْنَا: إِنْ تَكُ (١) مُسْلِمًا لَمْ يَضُرُّكَ رِبَاطُنَا يَوْمًا وَلَيْلَةً, وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ نَسْتَوْثِقْ مِنْكَ, فَشَدَدْنَاهُ وِثَاقًا". [حم ٣/ ٤٦٧ مطوَّلًا]

===

(في سرية) وكانوا بضعة عشر رجلًا (وكنت فيهم، وأمرهم) أي: أهل السرية (أن يشنوا) (٢) أي: يفرقوا (الغارة على بني الملوح) بضم الميم وفتح اللام وتشديد الواو مكسورة ثم حاء مهملة (بالكديد) بفتح الكاف وكسر الدال المهملة، وهو موضع على اثنين وأربعين ميلًا من مكة بين عسفان وأمج، (فخرجنا) من المدينة (حتى إذا كنا بالكديد) ولفظ أحمد في "مسنده": "حتى إذا كنا بقديد"، وهكذا في "السيرة الحلبية" وغيرها من كتب السير.

(لقينا الحارث بن البرصاء الليثي)، ذكره الحافظ في "الإصابة" (٣) في ترجمة الحارث بن مالك بن قيس الكناني الليثي، فقال: المعروف بابن البرصاء، وهي أمه، وقيل: أم أبيه، سكن مكة، ثم المدينة، (فأخذناه، فقال) أي الحارث: (إنما جئت أريد الإِسلام، وإنما خرجت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلنا: إن تك مسلمًا لم يضرك رباطنا يومًا وليلة، وإن تكن غير ذلك نستوثق منك، فشددناه) أي: ربطناه (وثاقًا) أي ربطًا شديدًا، أخرج الإمام أحمد هذا الحديث في ترجمة جندب بن مكيث مطولًا ومفصلًا من شاء فليرجع إليه (٤).


(١) في نسخة: "إن تكن".
(٢) قال العيني في "شرح الطحاوي": الشن بالمعجمة: الصب المنقطع، والسن بالمهملة: الصب المتصل، والمعنى هاهنا أن يفرق الغارة عليهم من جميع جهاتهم. (ش).
(٣) "الإصابة" (١/ ٢٨٨).
(٤) انظر: "مسند أحمد" (٣/ ٤٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>