بالمعجمة فمعناها: ذا ذمة، وثبت كذلك في رواية أبي داود، وضَعَّفها عياض بأنه يقلب المعنى, لأنه إذا كان ذا ذمة يمتنع قتله، قال النووي: يمكن تصحيحها بأن يحمل على الوجه الأول، والمراد بالذمة الحرمة في قومه، وأوجَه الجميع الوجه الثاني, لأنه مشاكل لقوله بعد ذلك:"وإن تنعم تنعم على شاكر"، وجميع ذلك تفصيل لقوله:"عندي خير".
(وإن تنعم تنعم على شاكر) وفيه إشارة إلى رغبته إلى الإِسلام، (وإن كنت تريد المال) أي الفدية (فسل تعط منه ما شئت) لأني ذو ثروة من قومي، (فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) ليستقر الإِسلام في قلبه (حتى إذا كان الغد، ثم قال له: ما عندك يا ثمامة؟ فأعاد مثل هذا الكلام) المتقدم، (فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان بعد الغد) اليوم الثالث (فذكر) الراوي (مثل هذا).
الظاهر أنه من كلام أبي داود، معناه حتى إذا كان بعد الغد، قال الشيخ: قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل الكلام المتقدم، ويحتمل أن يكون هذا الكلام من قول الصحابي قال: عندي ما قلت لك أولًا وثانيًا.
(فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أطلقوا) أي: حلّوا (ثمامة).
قال الحافظ (١): وفي رواية ابن إسحاق: "قد عفوت لك يا ثمامة وأعتقك"، وزاد ابن إسحاق في روايته:"أنه لما كان في الأسر جمعوا ما كان في أهل النبي - صلى الله عليه وسلم - من طعام ولبن، فلم يقع ذلك من ثمامة موقعًا، فلما أسلم جاءوه بالطعام، فلم يصب منه إلَّا قليلًا، فتعجبوا، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء"، الحديث.