الجيم، مكان من مكة على ثمانية أميال (حتى تمر بكما زينب فتصحباها) صيغة الخبر بمعنى الأمر، أي: اصحباها معكما (حتى تأتيا بها) بالمدينة.
وقد كان كفار قريش سألوا أبا العاص أن يطلِّق زينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما طلَّق ولدا أبي لهب بنتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم قبل الدخول بهما، وقالوا له: نزوجك أيَّ امرأة من قريش شئت، فأبى ذلك، وقال: والله لا أفارق صاحبتي، وما أحب أن لي بها امرأة من قريش، فشكر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك، وأثنى عليه بذلك خيرًا.
فلما أُسر يوم بدر أطلقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ورد عليه فداءه، وشرط عليه أن يخلي سبيل زينب أن تهاجر إلى المدينة، فلما وصل أبو العاص بمكة أرسلها وكانت حاملًا، فخرج في طلبها هبَّار بن الأسود ورجل آخر، حتى أدركها بذي طوى، ونخس البعير، فوقعت وألقت حملها، ثم وصلت بطن يأجج عند زيد بن حارثة ورجل من الأنصار، فصحباها وأوصلاها إلى المدينة.
٢٦٩٣ - (حدثنا أحمد بن أبي مريم) وهو أحمد بن سعد بن الحكم بن محمد بن سالم المعروف بابن أبي مريم، الجمحي، أبو جعفر المصري، ابن أخي سعيد بن الحكم، قال في "التقريب": صدوق، قال الحافظ في "تهذيب التهذيب": قال النسائي: لا بأس به، وقال أبو عمر الكندي: كان من أهل العلم والرحلة والتصنيف، وكان لا يحدث إلا عن ثقة، (ثنا عمي -يعني سعيد بن الحكم- قال: أنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب). قال ابن شهاب:(وذكر عروة بن الزبير) فاعل لذكر، ولفظ "ذكر" عطف على قصة الحديبية.