للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَىٍّ ,عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ قَالَ: "رَابَطْنَا مَدِينَةَ قِنَّسْرِينَ مَعَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ, فَلَمَّا فَتَحَهَا أَصَابَ فِيهَا غَنَمًا وَبَقَرًا, فَقَسَمَ فِينَا طَائِفَةً مِنْهَا وَجَعَلَ بَقِيَّتَهَا فِى الْمَغْنَمِ, فَلَقِيتُ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَحَدَّثْتُهُ, فَقَالَ مُعَاذٌ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خَيْبَرَ فَأَصَبْنَا فِيهَا غَنَمًا, فَقَسَمَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- طَائِفَةً وَجَعَلَ بَقِيَّتَهَا فِى الْمَغْنَمِ". [ق ٩/ ٦٠]

===

(عن عبادة بن نسي) بضم النون مصغرًا، (عن عبد الرحمن بن غنم قال: رابطنا) الرباط والمرابطة: ربط الخيل في الثغر والمقام فيه لكف هجوم العدو ولإقامة الجهاد (مدينه قنسرين) بكسر أوله وفتح ثانيه وتشديده، وقد كسره قوم، ثم سين مهملة، فتحها أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - سنة ١٧ هـ بعد فراغه من اليرموك.

(مع شرحبيل بن السمط) بن الأسود بن جبلة، الكندي، أبو يزيد، ويقال: أبو السمط الشامي، مختلف في صحبته، قال ابن سعد: جاهلي إسلامي، وفد إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وشهد القادسية، وافتتح حمص، قال النسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قلت: له في "البخاري" ذكر في صلاة الخوف، وجزم البخاري في "تاريخه" بأن له صحبة، وذكره ابن حبان في "الصحابة" أيضًا، وقال: كان عاملًا على حمص، ومات بها، وقال الحاكم أبو أحمد: له صحبة، وذكره ابن السكن وابن الزبر في الصحابة، وذكر خليفة أنه كان عاملًا لمعاوية على حمص نحوًا من عشرين سنة.

(فلما فتحها) أي: مدينة قنسرين (أصاب فيها غنمًا وبقرًا، فقسم) أي: شرحبيل بن السمط (فينا طائفة منها) على قدر ما نحتاج إليها (وجعل بقيتها في المغنم)، قال عبد الرحمن بن غنم: (فلقيت معاذ بن جبل فحدثته) أي قصة قسم الغنيمة التي قسم شرحبيل بن السمط (فقال معاذ: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر، فأصبنا فيها غنمًا، فقسم فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طائفة، وجعل بقيتها في المغنم)، فكأن معاذ بن جبل حسَّن صنيع شرحبيل بن السمط.

وكتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه - رحمه الله - في

<<  <  ج: ص:  >  >>