للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَرَسَهُ, فَخَرَّ, وَعَلَاهُ, فَقَتَلَهُ وَحَازَ فَرَسَهُ وَسِلَاحَهُ, فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْمُسْلِمِينَ بَعَثَ إِلَيْهِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ, فَأَخَذَ مِنَ السَّلَبِ, قَالَ عَوْفٌ: فَأَتَيْتُهُ, فَقُلْتُ: يَا خَالِدُ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَضَى بِالسَّلَبِ لِلْقَاتِلِ؟

===

فرسه) أي: قطع قوائمها (فخرَّ) الرومي عن فرسه (وعلاه، فقتله وحاز) أي جمع (فرسه وسلاحه، فلما فتح الله عزَّ وجلَّ للمسلمين بعث إليه خالد بن الوليد، فأخذ من السلب).

وظاهر هذ اللفظ يدل على أن خالدًا أخذ منه بعضه وهو الخمس، لكن ذكر الزيلعي (١) هذا الحديث، وقال: واللفظ لأبي داود، ولفظه: "فأخذ منه سلب الرومي"، ولفظ "مسلم" (٢): قال: "قتل رجل من حمير رجلًا من العدو، فأراد سلبه، فمنعه خالد بن الوليد"، وهذا يدل على أن خالد بن الوليد أخذ جميع السلب، ولم يعطه منه شيئًا.

ويؤيد الأول ما وقع في رواية الإِمام أحمد (٣) من طريق أبي المغيرة قال: ثنا صفوان: "فلما فتح (٤) الله الفتح، أقبل يسأل السلب، وقد شهد له الناس بأنه قاتله، فأعطاه خالد بعض سلبه، وأمسك سائره، فلما رجع إلى رحل عوف ذكره، فقال له عوف: ارجع إليه فليعطك ما بقي، فرجع إليه فأبى عليه، فمشى عوف"، الحديث.

(قال عوف: فأتيته) أي خالدًا، (فقلت: يا خالد! أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى بالسلب للقاتل؟


(١) "نصب الراية" (٣/ ٤٣٢).
(٢) "صحيح مسلم" (١٧٥٣).
(٣) "مسند أحمد" (٦/ ٢٦).
(٤) ولفظ سعيد: "فلما فتح الله الفتح، أقبل بسلب القتيل، وقد شهد له الناس أنه قاتله، فأعطاه خالد بعض سلبه وأمسك سائره" [انظر: "سنن سعيد بن منصور" (٢/ ٢٦٠، خ ٢٦٩٧)]. (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>