للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فِيهِمْ ثَلَاثُمِائَةِ فَارِسٍ, فَأَعْطَى الْفَارِسَ سَهْمَيْنِ, وَأَعْطَى الرَّاجِلَ سَهْمًا". [حم ٣/ ٤٢٠، ك ٢/ ١٣١]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: حَدِيثُ أَبِى مُعَاوِيَةَ أَصَحُّ, وَالْعَمَلُ عَلَيْهِ, وَأَرَى الْوَهَمَ فِى حَدِيثِ مُجَمِّعٍ أَنَّهُ قَالَ: ثَلَاثُمِائَةِ فَارِسٍ, وَكَانُوا مِائَتَىْ فَارِسٍ.

===

(فيهم ثلاثمائة فارس، فأعطى الفارس) مع فرسه (سهمين) سهمًا له وسهمًا لفرسه، (وأعطى الراجل سهمًا، قال أبو داود: وحديث أبي معاوية) المقدم في "باب سهمان الخيل" (أصح، والعمل عليه) أي عند الجمهور (وأرى الوهم في حديث مجمع أنه قال: ثلاث مائة فارس، وكانوا مائتي فارس).

قلت: وفي قول أبي داود تضعيف للحديث، ولم يأت عليه بدليل، وذكر الزيلعي (١) أن ابن القطان قال في كتابه: وعلة هذا الحديث الجهل بحال يعقوب بن مجمع، ولا يعرف، روى عنه غير ابنه، وابنه مجمع ثقة، فضعف ابن القطان هذا الحديث بجهالة يعقوب بن مجمع, لأنه لم يعرف بأنه روى عنه غير ابنه.

قلت: لكن قال الحافظ (٢): روى عنه ابنه مجمع، وابن أخيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وعبد العزيز بن عبيد بن صهيب، ذكره ابن حبان في "الثقات"، فارتفع الجهالة، وتثبت التوثيق.

ثم إنه تكلم الإِمام الشافعي - رحمه الله تعالى- في مجمع بن يعقوب، قال في "الخلاصة" (٣): قال الشافعي - رحمه الله -: شيخ لا يعرف، قال الحافظ: روى عنه يونس بن محمد المؤدب، ويحيى بن حسان، وإسماعيل بن أبي أويس، والقعنبي، وقتيبة، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وغيرهم، فمن كان رواته بهذا العدد، فكيف يكون مجهولًا؟ ثم عن ابن معين والنسائي: ليس به بأس، وقال


(١) "نصب الراية" (٣/ ٤١٧).
(٢) انظر: "تهذيب التهذيب" (١١/ ٣٩٥).
(٣) "خلاصة تهذيب الكمال" (ص ٣٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>