للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأَسْلَمْتُ, قَالَ بُكَيْرٌ: وَأَخْبَرَنِى أَنَّ أَبَا رَافِعٍ كَانَ قِبْطِيًّا. [حم ٦/ ٨، ق ٩/ ١٤٥، ك ٣/ ٥٩٨]

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هَذَا كَانَ فِى ذَلِكَ الزَّمَانِ, وَالْيَوْمَ (١) فَلَا يَصْلُحُ.

===

فأسلمت) أي: أظهرت الإِسلام (قال بكير: وأخبرني) أي: الحسن بن علي (أن أبا رافع) جده (كان قبطيًا) أي: عبدًا قبطيًا للعباس بن عبد المطلب فأعتقه.

(قال أبو داود: هذا كان في ذلك الزمان، واليوم لا يصلح)، والمراد بهذا الكلام أن من جاء من الكفار إلى الإِمام رسولًا فأسلم وأراد أن لا يرجع إلى الكفار لا يرده الإِمام إليهم، وأما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يحبس أبا رافع فهو من المخصوص به - صلى الله عليه وسلم -.

كتب مولانا محمد يحيى المرحوم من تقرير شيخه: قوله: وهذا كان في ذلك الزمان ... إلخ، وذلك لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان على الستيقان من عوده مسلمًا، وكان في توقفه ثمة من المفاسد ما لا يخفى، حيث كان سببًا لاشتهار أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبس الرسل، وإن لم يكن الحبس منه، ولو اشتهر ذلك لانسد باب المراسلات والمخاطبات التي توقف عليها أمر شيوع الإِسلام، ولا يجوز مثل ذلك في من بعده - صلى الله عليه وسلم -.

وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية في "منتقى الأخبار" (٢): معناه- والله أعلم- أنه كان في المرة التي شرط لهم فيها أن يرد من جاءه منهم مسلمًا، وحاصل هذا الكلام أن قصة أبي رافع هذه وقعت في زمان صلح الحديبية، وهذا عجيب من مثله، فإنه قد صرح العلماء وأهل السير أن إسلام أبي رافع كان قبل بدر، وقالوا: إنه شهد أحدًا وما بعدها، فكيف يمكن أن يكون وقوع هذه القصة في زمان صلح الحديبية، ولم يتنبه لذلك صاحب "العون" (٣)، فقال: والصحيح


(١) في نسخة: "فأما اليوم".
(٢) انظر: "نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار" (٥/ ١٠٢).
(٣) "عون المعبود" (٧/ ٣١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>