للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهِ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: "مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَجِيءُ فَيَقُولُ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي، أَلَّا (١) جَلَسَ في بَيْتِ أُمِّهِ أَوْ أَبِيهِ، فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى لَهُ (٢) أَمْ لَا؟

لَا يَأْتِي أَحَدٌ مِنْكُمْ (٣) بِشَيءٍ مِنْ ذَلِكَ إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا فَلَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً فَلَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ"، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ". [خ ٦٧٧٢، م ١٨٣٢، دي ١٦٦٩، حم ٥/ ٤٢٣]

===

(فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - على المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وقال: ما بال العامل نبعثه) على العمل (فيجيء) بالمال (فيقول: هذا لكم وهذا أُهْدِيَ لِي، ألَّا جَلَسَ في بيت أُمِّه أو) حرف التنويع، ويحتمل الشك، وفي حديث البخاري بالواو، بيت (أبيه، فَيَنْظُرَ أَيُهْدَى له أم لا؟ )، وظاهر أنه إذا جلس في بيت أمه وأبيه لا يُهْدَى له قطعًا ويقينًا، فهذا الذي أهدي له هو للحكومة، وهو الرشوة.

(لا يأتي أَحَدٌ منكم بشيءٍ من ذلك) وفي رواية عبد الله بن محمد: "لا يأخذ أحدٌ منها شيئًا"، وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة: "لا ينال أحد منكم منها شيئًا" (إلَّا جاء به يوم القيامة، إن كان) المأخوذ بغير حقه (بعيرًا فله رغاء) وهو صوت البعير (أو) كان الذي غله (بقرة فلها خوار) بضم الخاء المعجمة، صوتُ البقر (أو) كان (شاة) يجيء بها (تيعر) وهو صوت الشاة الشديد (ثم رفع يديه حتى رأينا عُفْرة) أي بياض (إِبْطَيْه، ثم قال: اللَّهم هل بلغت، اللَّهم هل بلغت).

قال الحافظ (٤): وفي الحديث محاسبة المؤتمن، ومنع العمال ممن له


(١) في نسخة: "هلَّا".
(٢) في نسخة: "إليه".
(٣) في نسخة: "أحدكم".
(٤) "فتح الباري" (١٣/ ١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>