للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَتْهُ (١) عَنْ إِحْدَاهُمَا أَنَّهَا قَالَتْ: أَصَابَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبْيًا، فَذَهَبْتُ أَنَا وَأُخْتِي وَفَاطِمَةُ بِنْتُ (٢) رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَحْنُ فِيهِ، وَسَأَلْنَاهُ أَنْ يَأَمُرَ لَنَا بِشَيْءٍ مِنَ السَّبْيِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: "سَبَقَكُنَّ يَتَامَى بَدْرٍ،

===

أم حكيم، يقال: اسمها صفية، وقيل: هي عاتكة، وقيل: هي ضباعة المتقدمة، صحابية لها حديث، وضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب الهاشمية بنت عم النبي - صلى الله عليه وسلم - لها صحبة، فأم الحكم على القولين الأولين هي أخت ضباعة، فالاختلاف على هذين القولين اختلاف وشك في أن راوية الحديث أم الحكم أو ضباعة، وإليه يشير قول المصنف: "ابنتي الزبير" بصيغة التثنية، وأما على القول الثالث بأن تكون أم الحكم هي ضباعة فليس الشك إلَّا في اسمها.

(حدثته عن إحداهما) فما قال صاحب "العون" (٣) في شرح قوله: "أن أم الحكم أو ضباعة إلى آخره": شك من الراوي في أن أم الحكم بنت الزبير حدثت الفضلَ بنَ الحسن، عن ضباعة بنت الزبير أو أن ضباعة حدثته عن أم الحكم، غلطٌ محضٌ، فإن إحداهما ليس لها رواية عن الأخرى، ولا يثبت في موضع أن إحداهما روت عن الأخرى.

(أنها قالت: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سَبْيًا، فذهبت أنا وأختي) لم أقف على تعيينها (وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فشكونا إليه ما نحن فيه) من المحن والمشاقِّ في خدمة البيت (وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السَّبْي) ليَكْفِيْنا المؤنة (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبقكُنَّ يتامى بدرٍ) وهذا إما باعتبار الاستحقاق بأنّ استحقاقَ يتامى بدر سبقكُنّ فيعطون، أو باعتبار الإعطاء بأن يتامى بدر أعطوا قبلكن، فلم يبق لكُنَّ من السبي ما تعطين.


(١) في نسخة: "حدثه". قلت: هذه النسخة أصح، والمقصود أن الفضل حدّث عياشًا عن إحداهما أي أم الحكم أو ضباعة. والله أعلم.
(٢) في نسخة: "ابنة".
(٣) "عون المعبود" (٨/ ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>