للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن جَدِّهِ مُجَّاعَةَ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَطْلُبُ دِيَةَ أَخِيهِ قَتَلَتْهُ بَنُو سَدُوسٍ مِنْ بَنِي ذُهْلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لَوْ كُنْتُ جَاعِلًا لِمُشْرِكٍ دِيَةً جَعَلْتُ (١) لأَخِيكَ، وَلَكِنْ (٢) سَأُعْطِيكَ مِنْهُ عُقْبَى"، فَكَتَبَ لَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمِائَةٍ مِنَ الإبِلِ مِنْ أَوَّلِ خُمُسٍ يَخْرُجُ مِنْ مُشْرِكِي بَنِي ذُهْلٍ، فَأَخَذ طَائِفَةً مِنْهَا، وَأَسْلَمَتْ بَنُو ذُهْلٍ، فَطَلَبَهَا بَعْدُ مُجَّاعَةُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، وَأَتَاهُ بِكِتَابِ

===

(عن جدِّه مُجَّاعَة) بضم أوله وتشديد الجيم، ابن مرارة بتخفيف الراء، الحنفي اليمامي، صحابي له حديث، كان رئيسًا في بني حنيفة، وكان قد أتى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يطلب دية أخيه، وهلالُ بنُ سراج ابنُ ابنه، وَفَدَ على عمر بن عبد العزيز بكتاب النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقبّله ومَسَحَ به وجهه.

(أَنه أَتَى النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَطْلُبُ دِيَةَ أخيه، قتلته بنو سَدُوسٍ من بني ذُهْلٍ) ولعله يطلب دية أخيه من بيت المال (فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: لو كنتُ جاعلًا لمشرِكٍ ديةً جَعَلْتُ لأخِيك) فلم يرض رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بإعطاءٍ من الدية من بيت المال؛ لأن أخاه كان مشركًا (ولكن سأُعْطِيْكَ منه) أي من أخيك (عُقْبى) أي عوضًا، ولعل هذا كان لتأليف قلبه وقومه؛ لأنه كان رئيسَ قومِه فيميلوا إلى الإِسلام، والظاهر أنه كان إذ ذاك مسلمًا.

(فَكَتَبَ له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بمائةٍ من الإبل من أول خُمُسٍ يَخْرُجُ من مشركي بني ذُهْلٍ) أي غزاهم المسلمون، فغنموا أموالهم، فَخَرَّج منه الخُمُسَ، فَأَعْطَاهُ منه مائةَ إبلٍ عقبى من أخيه.

(فَأَخَذَ طائفةً منها) أي من الإبل، أي غزاهم المسلمون وغنموا أموالهم، فخرج منه الخمس، فأعطاه طائفة من الإبل لم تبلغ مائة، وبقيت طائفة منها.

(وأسْلَمَتْ بنو ذُهْلٍ) فلم يتمكن المسلمون أن يأخذوا شيئًا من أموالهم (فَطَلَبَها) أي بقية الإبل (بعدُ مُجَّاعةُ إلى أبي بكر) في زمان خلافته (وأتاه بكتاب


(١) في نسخة: "جعلتها".
(٢) في نسخة: "ولكني".

<<  <  ج: ص:  >  >>